اخر المواضيع

yllix

bidvertiser

ad

احـــــــــــلامنا


الكاتب سليم عزوز




بقلم : سليم عزوز
selimazouz@gmail.com

استيقظت من نومي لأجد الدنيا تقف على قدم واحدة، كناية عن القلق، فقد استغلوا نومي، باعتبار أن نوم الظالم عبادة، ليعرضوا فيلم «المندس» على «الجزيرة مباشر» مصر.
بدت لي الدعاية للفيلم، على مواقع التواصل الاجتماعي مبالغاً فيها، كأن هناك ماكينة دعاية كانت تنتظر عرضه لتدعو له. ولما كان الأمر لافتاً فقد ذكرني بواقعة عمرها 22 عاماً، عقب اغتيال الراحل الدكتور فرج فودة، وقد دفعت الشهرة التي نالها، في أن يسعلا كثيرون لتقليده، فكان هناك إبراهيم عيسى في مجلة «روزا اليوسف». وطبيب جاء إلى جريدة «الأحرار» يسعى، وفي يده مقال يحمل عنواناً فاقعاً، منقولا من كتاب قديم: «لماذا أنا علماني»؟!
كانت «الأحرار» تصدر أسبوعياً، ونشر المقال يوم الاثنين، وفي يومي الثلاثاء والأربعاء فوجئت بسيل من الرسائل التي لفت انتباهي لكثرتها، وسرعة وصولها، وهيئة البريد عندنا ليست سريعة لهذا الحد. فدققت لأجد أن جميع الرسائل بعناوين مختلفة قد أرسلت من مكتب بريد واحد مجاور للصحيفة هو مكتب بريد «العتبة»، وأنها مكتوبة بقلم واحد وان حاول الكاتب الواحد أن يغير في خطه. والمعنى أنه أرسلها قبل نشر المقال، وعندما تأكد من نشره.
وقد وضعت الخطابات في درج مكتبي، وفي يوم الخميس التالي جاء بمقال عنوانه: «لماذا أنا علماني ومسلم»، ونشر يوم الاثنين، وما جاء في المقال كان رداً على الرسائل المؤيدة والمعارضة له والتي لا تزال في حوزتي. لأضع يومها رئيس التحرير المتحمس له «في الصورة» فيتوقف عن النشر له، ليسيح الفتى في الأرض، والآن صار يقدم برنامجاً تلفزيونيا، وقد تبناه نجيب ساويرس، وأصبح أكثر شهرة من فرج فودة مغتالاً.
ليس هناك وجه للشبه بين «المندس»، و»الكاتب السريح»، الذي جاء ليبيع الماء في «حارة السقايين»، إلا من حيث الدعاية الضخمة التي فوجئت بها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لكن حديث الذكريات هذا مرتبط بي. ومن أمراض «الغربة» أن يجتر المغترب الذكريات، ولا أعرف لماذا في غربتي يطفو على سطح ذاكرتي كل أصدقائي، وأقربائي، ومعارفي، وخصومي، الذين ماتوا، بمن فيهم زميلي في مدرسة نجع الضبع الابتدائية، «وليم رزق الله إندراوس»، الذي أدخل موته الحزن إلى قلبي الصغير لأول مرة.
نظرية المؤامرة
في مقابل الدعاية لفيلم «المندس» كانت هناك محاولات لقطع الطريق على من قد يقعون تحت غوايته، بالتأكيد على أن هناك جهات مخابراتية تقف خلفه، للاساءة للرئيس محمد مرسي، وتقدم من يطالبون بعودته، بأنهم يطالبون بعودة «ساذج»، والفيلم يقدمه على أنه لم يستطع التعامل مع خصومه وكشفهم، وأن «المندس» نجح في ما فشل فيه الرئيس بكل دولته. وبما أن الفرد هنا قد نجح فلا بد من أن تكون خلفه أجهزة مخابراتية تقف خلفه.
من باب اجترار الذكريات ليس إلا، أذكر أن الكاتب محمد حسنين هيكل، سبق له أن أغضب أجهزة الاستخبارات المصرية، في برنامجه على قناة «الجزيرة» الذي كان يجتر فيه الذكريات أيضاً. وعندما كان الحديث عن هزيمة سنة 1967، قال إن إسرائيل كان لديها عشرات الجواسيس في مصر، في حين أن مصر لم يكن لديها جاسوس واحد يعتد به في إسرائيل، وأن كل ما سمعنا بعد ذلك هو من فعل الدراما. وغضبت الأجهزة، ونُشر غضبها في الصحف السيارة، وانطلق بعض الكتاب يعاتبونه ومنهم من هاجمه، وكثير منهم من حوارييه لكن علاقتهم بالأجهزة أقوى.
هناك من سعى لدفعي لتبني وجهة نظره، بأن «المندس» عمل من أعمال المؤامرة التي تستهدف صرف الناس عن تأييد الرئيس مرسي، واستمعت لهم ولم أبدي رأياً لحين مشاهدة هذا الفيلم الوثائقي، الذي يقوم على فكرة البطل الواحد وهو «المندس».
حساباتي بسيطة وليست مقعدة في الانحياز لعودة الرئيس محمد مرسي. فأنا لم انتخبه لا في الجولة الأولى، ولا في جولة الإعادة التي قاطعتها. وكنت في فترة حكمه محسوباً على معارضيه، ولم ينقلني من صفوف المعارضة تأييده في قليل من المواقف ومن أول عزله لقائد الجيش ونائبه، كما أنني دافعت عنه في معارك أخرى قل فيها ناصروه مثل الإعلان الدستوري الذي أصدره، وعزله للنائب العام الذي عينه مبارك. وعندما احتشد الكثيرون ضده لأنه اتخذ هذا القرار. لم يمنعني كوني معارضاً من القول إنه قرار ثورة يناير التي رفعت صورة النائب العام بجانب صورة المخلوع مبارك. لكن عداء البعض للإخوان كان أكبر من انحيازهم للثورة.
وعندما دقت طبول الحرب للدعوة ليوم 30 يونيو، كان رأيي من أكثر الآراء تشدداً، فأنا ضد الانتخابات الرئاسية المبكرة، وضد عزل الرئيس وإسقاطه، فلا بد من أن يكمل دورته. وليس أمامنا كقوى مدنية إلا ان نستعد للانتخابات البرلمانية.
وكنت في هذا منحازاً للأفكار التي أؤمن بها، فأنا مع الديمقراطية، ومع إرادة الجماهير. ومصر تعيش تجربة ديمقراطية جديدة عليها تستحق ان نبي عليها لا أن ننتقص منها مدفوعين برغبات قوى سياسية فاشلة، أعطتها الجماهير ظهرها.
قطع الطريق على مرسي
وسواء كان مرسي ناجحاً، أو غير ذلك فهذا هو موقفي، ففي الديمقراطيات لا يتم قطع الطريق على الرئيس المنتخب في يومه الأول بالدعوة لانتخابات مبكرة، بيد أني لا اخفي أنني صرت على يقين بأن الرجل كان يعمل على نهضة مصر وأنه قادر على ذلك، وكان يعمل على استقلال القرار المصري بامتلاك وسائل القوة، من غذاء ودواء وسلاح، ولهذا كانت المؤامرة عليه دولية، وما عبد الفتاح السيسي إلا منفذ الانقلاب وليس قائده.
البعض يعتبر أن أي تشكيك في أداء الرئيس مرسي من شأنه أن يدفع الناس لأن ينفضوا من حوله، لذا فقد اعتبروا أن فيلم «المندس» مؤامرة عليه، تهدف إلى صرف الجماهير عن نصرته. وهو تصور «عاطفي» أكثر منه «موضوعي». هل استمعتم للخطاب العاطفي للمؤقت عدلي منصور، وهو يلقي خطاب «بودعك»؟!
منصور كادت دموعه تقفز من عينيه للمجهول، وهو ينعي شهداء ثورة يونيو، ويبدو أن الرجل قادم إلينا من المريخ تواً، فلا يعلم أن ثورة يونيو الباسلة كانت مهرجاناً وزعت فيه العصائر والمياه المثلجة، وألقت على الثوار فيها الأعلام من الطائرات، ولم يخدش أحد من المشاركين الثورة المجيدة. تذكرون عبارة: « امسحي دموعك يا أمال» في فيلم لم أعد أتذكر اسمه؟!
شاهدت «المندس»، فوجدتني أمام عمل يستحق التقدير، لقد كشف الثورة المضادة مبكراً، فهؤلاء البلطجية، الذين يقومون بأفعالهم الإجرامية، على أنهم أبناء المناطق التي يمارسون فيها أعمالهم، هم جيش البلطجية الذي يستعين به أعداء الثورة.
أرض – جو
- اعترفت الراقصة ولم يعترف الطبيب. سما المصري بعد حبسها ووقف محطتها التلفزيونية اعترفت بأنها هاجمت مرسي ولم يسجنها. لكن باسم يوسف وبعد أن توقف برنامجه وقال إنه يخشى على أمنه الشخصي، لم يجرؤ على قول الحقيقة بالترحم على زمن مرسي الذي أهانه باسم، ومع ذلك كان يعيش في أمان. تبدو المشكلة في أن باسم غير كفالته، وأن كفيله الجديد لن يقبل منه شهادة الحق.
- الناس مشغولة بهذا «السمار» الذي ظهر به عبد الفتاح السيسي وهو يلقي بيانه بعد إعلان فوزه. البعض أرجعه لغضب الله عليه. لكن الحقيقة أنه يستهدف به احتكار كل الأغنيات التي تمدح في سمار البشرة، ومن أول: «أسمر يا أسمراني»، إلى «حبيبي يا أسمريكا». جاء الى ملعبي.
- إذا تحدث توفيق عكاشة فتعاملوا مع كلامه بجدية، لأنه صديق عبد الفتاح السيسي منذ أن أسس توفيق عكاشة جمعية «شباب الإعلاميين وأسرهم وغيرهم»، وهي الجمعية التي حصلت على آلاف الأفدنة من أملاك الدولة في عهد المخلوع على أنها أرض زراعية، ليصدر قرار في اليوم التالي باعتمادها أراضي مبان، تباع بالسنتيمتر. توفيق قال ان مصر ستضرب ليبيا قبل رمضان. ربما ليصبح يوم العاشر من رمضان يوم انتصار السيسي على ليبيا، ليحتكر غزوة بدر ونصر أكتوبر في ضربة واحدة.
- النيابة: صحافيو «الجزيرة» الانكليزية أجرموا وأستأجروا غرفتين في الماريوت للهروب من الملاحقة الأمنية. هذا باعتبار أن الماريوت يقع في جبال تورا بورا.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Receive all updates via Facebook. Just Click the Like Button Below...

Powered By 4we-eb

اعلان

إنضم إلينا

yllix

ad

'إضغط على زر أعجبني لتتخطى هده الرسالة