اخر المواضيع

yllix

bidvertiser

ad

احـــــــــــلامنا

بقلم . مصطفى يوسف اللداوي


قادة المعارك والمتحكمون في مصائر الشعوب ومسار حياتهم، لا يبالون بجنودهم إن قتلوا، ولا بقلاعهم إن سقطت، أو بحصونهم إن عقرت، ولا يتوقفون كثيراً إن دمرت آلياتهم، وتشرد جزء من شعبهم، شرط أن يبقى الملك الحاكم، أو الرئيس القائد، أو الزعيم الملهم، لتهتف بحياته الجماهير، وبالدم والروح مرغمةً تفتديه.
أخشى أن تكون قضايانا الكبرى نحن العرب لعبة شطرنجٍ صغيرة، ونحن فيها بيادق وجنود، تعبث بها أصابع خفية ومعلنة، وتحركها حيث تشاء، ووقت تريد، تضحي بها لتبقى، وتتخلى عنها لتكون، وإن بدت عربية الوجه وإسلامية الهوية ...
هل أستثني منهم أحداً ..... لا ... لن أستثنيَ أحداً، وإن كان في هذا بعض الظلم، وغير قليلٍ من الغلو والاجحاف، إلا أن الطغمة الفاسدة، والخائنين لقضايا أمتهم أكثر ...
والخائفون المرتعبون قليلوا الحيلة، الذين ارتضوا الذل والهوان، واستعذبوا الانكسار والصغار، وعاشوا ينتظرون دورهم في التضحية، وخاتمتهم بالموت والفناء، هم أيضاً كثيرٌ كثيرٌ ..
تابع القراءة ..





            صلاح المختار 
كي لا نقع في فخ المخابرات المعادية علينا الاجابة على بضعة اسئلة ضرورية :
            1 – هل يهجر عراقيون من الديانة المسيحية ؟ الجواب نعم .
            2 – هل تقوم داعش بذلك ؟ الجواب نعم ايضا .
            3 – هل تهجير عراقيين مهما كانت معتقداتهم يضعف الثورة ام يقويها ؟ نعم يضعفها ويشوه صورتها .
            اذن كيف نحكم على ما يجري ؟ ومن يقوم بالتهجير فعلا   ؟
            ليس دفاعا عن تنظيم دولة العراق الاسلامية فهو من يدافع عن نفسه وانما دفاعا عن الحقيقة اولا وعن الصورة النقية للثورة ثانيا ، علينا الانتباه لما يلي من اجل الابتعاد عن الفخاخ المنصوبة للثوار :
             1 – بعد تحرير نينوى وصلاح الدين وبعض ديالى نشرت صورة تظهر عددا كبيرا من جنود المالكي يتعرضون للاعدام الجماعي برشاشات لفرقة اعدام  حسبت على بداعش ، والمقصود تنظيم دولة العراق الاسلامية ، ولكن ماذا حصل ؟؟؟  كشفت مصادر متخصصة غربية وليس عربية او اسلامية ان الصورة  مركبة وليست حقيقية فسقطت قصة اعدام اكثر من الف من جنود المالكي  ولم تثبت التهمة على تنظيم الدولة الاسلامية لكنها ثبتت على داعش .
            2 – نشر خبر حول اعلان داعش انها ستدمر المراقد الدينية في كربلاء والنجف ، ولكن بعد التدقيق الشامل لم يجد احدا اي تصريح صادر من تنظيم الدولة الاسلامية بهذا الشأن  وتوفرت ادلة على انها اشاعة اطلقتها مخابرات المالكي لتحشيد السذج خلفها ، وكف الناس عن ترديد الاعلان وسجل مرة ثانية ضد داعش وليس ضد تنظيم الدولة الاسلامية .
            3 – نشرت صورة تل من السجائر والاراجيل يحرق وعلق عليه (داعش تحرق السجائر  في الموصل )  ، ولكن تبين لاحقا ان تلك الصورة في سوريا وليس في العراق .
            4 – نشرت صورة كنيسة تحرق تلتهمها النيران وعلق عليها بخبر يقول (داعش تحرق كنيسة في الموصل ) وتبين لاحقا بانها كنسية مصرية !
            5 – واخيرا وليس اخرا نشر بيان باسم داعش يهدد المسيحيين في الموصل بمغادرتها وفعلا غادروها رغم ان الادلة الدامغة قد اكدت القاء القبض على عصابة في تلعفر كانت توزع بيانات باسم دولة العراق الاسلامية تهدد المسيحيين بمغادرة الموصل والا..... وبعد التحقيق معهم من قبل الثوار تبين بانهم من مخابرات المالكي وسجلت الحادثة ضد داعش .
ما الحكاية هذه ؟ داعش تقتل وتحرق وتتهم  تنظيم الدولة الاسلامية !؟ ما هذا الغموض ؟
للجواب علينا ان نوضح اولا ان داعش كلمة تتألف من الحروف الاولى لاسم (الدولة الاسلامية في العراق والشام) ، ومن اطلقها ليس التنظيم نفسه بل الاعلام الامريكي ومنه اخذها العالم، رغم ان ذلك التنظيم لا يستخدمها ويرفضها ! ولكن هل فعلا يوجد جهاز باسم داعش بالاضافة لتنظيم الدولة الاسلاميئ؟؟؟ . نعم ، يوجد، وهنا لابد من ازالة اللغز الذي يريد البعض ان يبقيه لغزا غامضا بلا حل  لاجل استخدام داعش في اعمال ارهابية  مشينة واتهام تنظيم مشارك في الثورة  بها .
داعش عبارة عن مجموعات تابعة للمخابرات الايرانية والامريكية والمالكية اعدت للقيام بالقتل والتخريب باسم  تنظيم الدولة الاسلامية في العراق ولهذا فان كل ما كشف انه تلفيق ضد  تنظيم الدولة الاسلامية حتى الان ما هو الا من عمل داعش . ولكي تكمل الصورة نشير الى انه بعد تحرير نينوى وصلاح الدين وغيرهما انطلقت فجاة مجموعات من الارهابيين واللصوص الذين يخطفون الناس ويطالبون بفدية مستغلين غياب الضبط الامني ، وقام هؤلاء بخطف الكثير من الاشخاص وباعوهم لاخرين بما في ذلك لمنظمات ارهابية فعلا .
اذن نحن بأزاء قضية عمل مخابراتي مدروس هدفه الاول ليس تشويه سمعة تنظيم معين بل تشويه صورة الثورة والصاقها بها ، وهذا هو دافعنا لكتابة هذا الموضوع وليس الدفاع عن احد بذاته . ما يهمنا هو نقاوة الثورة بصفتها وسيلة كل عراقي مهما كانت ديانته وقوميته وطائفته للتحرر من ظلم الاحتلال الايراني المدعوم امريكيا  وذلك يتطلب منا جميعا بصفتنا اعلاميين وسياسيين ان نكشف العاب المخابرات وننهي الغموض الذي يثير اعمق مشاعر القلق والتشرذم  خصوصا موضوع تهجير المسيحيين من الموصل .
هنا نصل لجوهر حساس جدا : هل من مصلحة الثورة العراقية اضطهاد كتل جماهيرية عراقية اصيلة تحت اي تبرير او حجة ؟؟؟  كلا بالتأكيد فالثورة ليست دينية ولا طائفية ولا عرقية وانما هي ثورة تحرر وطني عامة هدفها تحرير كل العراقيين من كافة انواع الظلم والتمييز ، ولهذا فليس مما يخدم الثورة اضطهاد اي عراقي ، لان ذلك يحولها من ثورة شعبية تحررية الى صراعات وفتن مميتة ترمي بالثورة في مستنقع نتن .
ولو افترضنا بان طرفا ما تورط في عمل لا يقع ضمن اهداف الثورة التحررية مثل اضطهاد طائفة معينة فان النتيجة الحتمية هي اجهاض الثورة  او على الاقل زيادة كلفتها البشرية والنفسية والمادية لان الاغلبية من الثوار ترفض الخروج عن الهدف المشترك للثوار وهو تحرير العراق .
وما يجري في سوريا فيه دروس ثمينة لمن يريد ثورة ناجحة : فما ان تورطت المعارضة السورية في صراعات دموية فيما بينها حتى انقذ النظام وشرع بالتقدم وتراجعت المعارضة مع ان النظام كان يحتضر ! لهذا السبب حذرنا مرارا فيما كتبنا من المخاطر المميتة لاندلاع صراع بين الثوار واكدنا بانهم جميعا سيهزمون وسوف تغتال الثورة بيد من اشعلوها  وليس على يد العدو المشترك وهو ايران وامريكا واتباعهما .
تابع القراءة ..
د. مصطفى يوسف اللداوي


لم يعد الحديث في ظل العدوان الإسرائيلي البغيض على قطاع غزة عن المتخاذلين العرب، ولا عن المقصرين عن نصرة الفلسطينيين والوقوف معهم، ولا عن المتأخرين عن النجدة والمساعدة، ولا عن الممتنعين عن التحرك والمشاركة، إذ قد نجد لبعضهم عذراً، وقد نقبل منهم تبريراً لعجزهم، وتفسيراً لتأخيرهم، وقد نصدق حجتهم، ونبرئ ذمتهم، ونعفيهم مما يحرجهم.
ولكننا قد لا نقبل عذر آخرين، ولا نسلم بحجتهم، وقد نشك في تفسيرهم، ونرفض القبول بتبريرهم، إذ أن حجتهم ضعيفة، وبيانهم غير مقنع، وصمتهم غير مبرر، وحيادهم غير مفهوم، ودعوى انشغالهم وهم، ودفاعهم عن أنفسهم بالضعف وعدم القدرة والخوف من الانزلاق في حربٍ غير متكافئة، كذبٌ وغير صحيح، وهو ليس إلا محاولة للفرار، وحجة للتخلي، وإعفاء النفس من الواجب والمسؤولية.
بعضهم الأول قد لا يملك القوة فعلاً، وقد لا يوجد عنده القدرة على نصرة غزة بالسلاح أو بالمال، ولا يجد ما يحمل عليه نفسه والمتطوعين، وعنده من المشاكل والهموم، والاضطرابات والقلاقل، والنزاعات والحروب، والفقر والفاقة والحاجة، ما يمنعه عن المشاركة والمساهمة، والمساعدة والنصرة، وفي هذا يتساوى القريب والبعيد، والجار الجنب والقاصي البعيد.
ولكن قلوب الكثير منهم تكاد تتفطر على غزة وأهلها، حزناً وألماً ألا يجدوا ما ينفقون في سبيلها، ويتمنون لو أنهم يستطيعون نصرتها بالسلاح، والوقوف معها بالرجال، ومساعدتها ومناصرتها في وجه العدوان، ولكن ضيق ذات اليد، وقلة الحيلة، وعدم القدرة المالية، والبعد والحواجز والحدود، يحول دون قيامهم بالواجب، وأدائهم لما ينبغي عليهم فعله في ظل هذه الظروف، إلا أن مواقفهم السياسية مشرفة، وإعلامهم الرسمي والشعبي نصيرٌ وصادق، يساند المقاومة، ويناصر الفلسطينيين، ويحرض على العدو، ويعرض به، ويدعو إلى مساءلته ومحاكمته، ومحاسبته ومعاقبته، وتكاد شوارعه لا تخلو من المسيرات التضامنية، والمظاهرات الاحتجاجية.
وبعضهم الآخر قادر لكنه خائف، ويملك القوة إلا أنه لا يستطيع، وعنده نفوذ لكنه لا يريد استخدامه، وعنده أموال لكنه لا يريد بذلها، ولديه علاقات، لكنه لا يرغب في استغلالها، ولديه مؤسسات إعلامية كبيرة واسعة الانتشار، ولها جمهور كبير من المتابعين والمحبين، لكنه لا يستغلها لنصرة المقاومة، ولا لمساندة الشعب الفلسطيني، ولا يسخر أيٍ منها للمساهمة في المعركة، بل يشغل متابعيه بما يلهيهم وينسيهم، ويسلط عليهم الفنون الهابطة، والمسلسلات الكثيرة، التي تستغرق الوقت، وتحرف الجهد، وتشغل المواطنين عن الأهم، وتبعدهم عن القضية الأساس، وهؤلاء مغلوبٌ على أمرهم، نسكت عنهم، وإن كنا نعيب عليهم خوفهم.
إلا أن هناك فريقاً آخر من الأنظمة العربية، ليس مقصراً ولا متأخراً، ولا هو بالخائف أو الوجل، ولا بالضعيف أو العاجز قليل الحيلة، ولا بالهامشي المهمل، بل إنها أنظمةٌ قوية عسكرياً، ومتماسكة سياسياً، ولديها جيوش قادرة، وعندها امكانياتٌ كبيرة، واتفاقياتٌ كثيرة، وتستطيع التدخل والتأثير، وممارسة الضغط ومنع الاعتداء، ويتمتع بعضها بقدراتٍ ماليةٍ ضخمة، وعلاقاتٍ دولية كبيرة وواسعة.
هذه الأنظمة لا تكتفي بالصمت، ولا تقدم العجز، ولا ترضى بالمشاهدة والمتابعة، بل هي شريكةٌ في العدوان، وطرفٌ في الحرب، تتعاون مع العدو وتنسق معه، تسمع إليه وتصغي لنصحه، وتوجهه وتطلب منه، وتعلمه وتخبره، وتزوده بالمعلومات وتقدم له المعونات، وتشجعه وتؤيده، وتناصره وتسانده، وتواسيه وتصبره، وتكفف دمعه وتخفف ألمه، وتدواي جرحاه، وتعزي ثكلاه، وتتصل بمسؤوليه للاطمئنان،
هذا الفريق يقوي العدو على الشعب، ويمول عدوانه، ويمده بما يحتاجه، ويعطيه ما يريد، ويصمت على جرائمه، ويؤيده في حججه، ويرى عدالة معركته مع المقاومة، فهي بالنسبة له دفاعٌ مشروعٌ عن النفس، وصدٌ طبيعي لعدوان المقاومة، ومحاربةٌ لإرهابها، فهو بهذا يشارك العدو في سفك الدم، وإزهاق الأرواح، ويتحمل معه المسؤولية الأخلاقية والسياسية، عن كل ما يصيب الشعب الفلسطيني من قتلٍ وتخريبٍ ودمار.
يستغل هذا الفريق كل امكانياته المادية والإعلامية، والسياسية والعسكرية، لتكون جميعها في خدمة العدو، الذي رأى منهم غاية ما يتمنى، وأقصى ما كان يحلم به، وهو ما جعله يعتز بأن أفضل ما في هذه الحرب، رغم خسارته لبعض جنوده وضباطه، الحلف المقدس الذي نشأ بين الدولة العبرية وبعض هذه الأنظمة، إذ لو أنفق العدو ما في الأرض جميعاً ليصنع هذا التحالف المتين، فما كان لينسجه لولا الدم الفلسطيني المهراق.
هذا الفريق يرى الفلسطينيين يُقتلون ويسكت، ويراهم يُذبحون ويصمت، ويشعر بحاجتهم ويتأخر، ويعرف معاناتهم ويقصر، ويضيق عليهم ما هم فيه من ضيق، ويحرمهم رغم الحرمان، ويسجنهم رغم السجن والقيد والاحتلال، ويمنع المناصرين لهم، ويعاقب المتضامنين معهم، ويقطع الطريق عليهم.
ألا ترون أن هناك فرقٌ كبير بين التقصير والخيانة، وبين التفريط والمؤامرة، وبين الصمت والمشاركة، وبين العجز والتأييد والمباركة، إلا أن المقاومة في فلسطين ستتجاوز عجز المقصرين، وخيانة المتآمرين، وستصنع للفلسطينيين وللأمة العربية، نصراً عزيزاً يتغنى به المحبون، ويبكي حلاوته مرارةً المتآمرون والمتخاذلون.
تابع القراءة ..




بقلم: يوئيل ماركوس

المضمون: على الحكومة ان تفكر مرتين، عشر مرات، مئة مرة اذا كانت ستدخل قوات برية الى غزة. عليها أن تبحث عن شريك شجاع للتسوية. اذا كان ابو مازن لا يستطيع، فهذه ليست نهاية العالم. لا يوجد زعيم ليس له بديل. الافضل بينهم يوجد عندنا: اسمه مروان البرغوثي - المصدر).

ليس مهما كيف تنتهي هذه الحرب – بتسوية، بهزيمة، بانتصار او بشبه انتصار – لا مفر من استخدام التعبير المتآكل "لا توجد ضربة وانتهينا". من التجربة نعرف بان كل ضربة ولدت الضربة التالية. كل اتفاق أو تسوية جبت ضحايا ولدت الحرب التالية. ليس مهما ما هي الذراع لاندلاعها. يوجد في العالم مليار ومئتا مليون مسلم. لنفترض أن ليس لمليار منهم أي اهتمام بما يحصل في حارتنا. هم لم يسمعوا عن هنية، ويهم جدتهم ما يفعله لأبناء شعبه. ولكن إسرائيل هي قوة عظمى صغرى. لا يمكن الا يسمعوا بها.

ان الأيام التي تباهينا فيها هي أن إسرائيل تغلبت على سبعة جيوش لسبع دول عربية انقضت. فإسرائيل مزودة بالطائرات الاكثر تطورا في العالم، بغواصات وصواريخ عابرة القارات التي يمكنها أن تدور حول الكرة الارضية وتعود الى قواعدها. يحتمل أن يكون ان صاروخا لنا، اذا ما أصاب القطب الشمالي سيتسبب بارتفاع المحيط بسنتيمترين. ولكنه كبير ومتطور اكثر من أن يحمينا من المقذوفات الصاروخية البدائية لحماس التي تبتلع مباشرة في حضن "القبة الحديدية". تصوروا ما كنا سنفعله لو أن معارضي هذا الاختراع هم الذين فازوا لاعتبارات مالية. فقد فاجأتنا حماس ليس فقط في قدرتها على أن تصل بصواريخها حتى أطراف حيفا، بل وايضا بالكميات التي اطلقتها.

ليس مهما أي نوع من الاتفاق يتحقق في نهاية المطاف لانهاء حملة "الجرف الصامد" طالما لم تسمح لمنظمات الارهاب بخرقها متى راق لها ذلك، ولا تجعل غزة بأنفاقها ومصانع سلاحها تهديدا على أمن اسرائيل من النوع الذي وقع علينا في حروب لبنان. صحيح أننا أقوياء ولكن قوتنا بالذات هي التي جعلت قطاع غزة مدرسة او لمزيد من الدقة اكاديميا للمخربين.

مقتل الفتيان الثلاثة لم تخطط له حماس. مع أن القتلة هم على ما يبدو أعضاء المنظمة. في اسرائيل عصفت الخواطر، والجيش الاسرائيلي دخل بموجة من الغضب الى اراضي ابو مازن، حبس وزراء حماس واقتحم بالعنف منازل محبي المنظمة، في عرض ثأري عدواني حتى قبل أن يعثر على جثث الثلاثة.

في كل مرة نعمل فيها بعنف ننبت المزيد من الإرهابيين. يمكن ان نرى على وجوه الأطفال في غزة ممن يرون الان بيوتهم تهدم بهجمات سلاح الجو سيكبر الكثيرون منهم ليكونوا المخربين والقتلة في المستقبل.

أبو مازن أضعناه. فقد جعل بيبي منه لا شيء ونجم "لا يوجد مع من يمكن الحديث"، رغم أنه عمليا اظهر نية طيبة للوصول الى تسوية. هل فكر بيبي برأي ابو مازن في حكومة منظما النبرة فيها هم نفتالي بينيت، افيغدور ليبرمان، ونحو نصف الوزراء فيها من الليكود ينتمون الى معسكر عدم التنازل عن أي شبر؟ لقد كان لابو مازن بالطبع شروطه، ولكني لا اتذكر أن ياسر عرفات تحدث عن السلام وأعرب في أي مرة من المرات عن أسفه على ضحايا الارهاب في قلب تل ابيب.

لقد شجب ابو مازن حماس في خطاب قاس عن قتل الفتيان الثلاثة في اجتماع وزراء الخارجية العرب وقال ان مثيري الارهاب من غزة يضرون عمليا بالشعب الفلسطيني. وهو بالتأكيد شريك مناسب. خطوته لاقامة "حكومة وحدة" مع وزراء من حماس كانت بالنسبة لنا ذريعة لامتشاق حجة لا يوجد مع من يمكن الحديث. لماذا لا نفكر بانه يجب تعزيز ابو مازن في التنازل له؟

على الحكومة ان تفكر مرتين، عشر مرات، مئة مرة اذا كانت ستدخل قوات برية الى غزة. عليها أن تبحث عن شريك شجاع للتسوية. اذا كان ابو مازن لا يستطيع، فهذه ليست نهاية العالم. لا يوجد زعيم ليس له بديل. الافضل بينهم يوجد عندنا: اسمه مروان البرغوثي
تابع القراءة ..





بقلم: أسرة التحرير

رغم مساعي الوساطة الإقليمية، والتقارير عن نضوج الاتصالات لوقف النار، دخلت حملة "الجرف الصامد" يومها الـ 11، حين بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في قطاع غزة. وقد بدأ هذا العمل بعد أن رفضت حماس يوم الثلاثاء المبادرة المصرية، استأنفت في ختام وقف النار الانساني نار الصواريخ نحو اسرائيل ورفضت مبادرة أخرى لوقف النار.
رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أعلن مساء أمس عن قراره ضرب انفاق حماس، فيما المقصود هو العمل بشكل محدود. ومع ذلك، فان النار التي لا تنقطع نحو مدن اسرائيل، المحاولة لتنفيذ عملية عديدة المصابين في كيبوتس صوفا صباح امس، الازمة الجديدة التي علقت فيها مساعي الجسر والوزراء المسارعين الى المعركة مثل نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان – كل هذا من شأنه أن يدفع الحكومة الى حملة برية واسعة نتائجها مأساوية. محظور أن يترجم الاحباط من رفض حماس الى قتل جماعي للابرياء. حتى الان جبت الحملة حياة 234 فلسطيني بينهم نساء واطفال. ورغم التقديرات المختلفة، فان وزن "غير المشاركين" يصل الى نحو 40 – 70 في المئة من اجمالي القتلى. وتشهد هذه الارقام على أن قتل "المدنيين غير المشاركين" بنار الجيش الاسرائيلي ليس شاذا.
مقلق على نحو خاص العدد الكبير من الاطفال القتلى. ومساء امس قتل اربعة اطفال بهجوم لسلاح الجو في غزة: ثلاثة من ابناء عائلة واحدة من مدينة غزة، وطفلة ابنة 4 من خانيونس – بعد يوم من الحادث القاسية على شاطيء البحر في غزة، والتي مات فيها أربعة اطفال بقصف لسلاح البحرية.
تتباهى اسرائيل في أنها خلافا لحماس، التي ترتكب جرائم حرب، فيما تطلق النار على السكان المدنيين، لا توجه هي النار عن عمد الى المدنيين والاطفال. اعداد القتلى التي نشرت حتى الان، واهداف القصف، التي يمكن ملاحظة بعضها بانها اهداف مدنية صرفة، تثير الخوف من أن يكون الجيش الاسرائيلي يخرق مواثيق دولية وقوانين الحرب في الحملة الحالية. بمسؤولية القيادات السياسية، رجال القانون والعسكريين وضع حد لذلك.
بقلم: أسرة التحرير
رغم مساعي الوساطة الإقليمية، والتقارير عن نضوج الاتصالات لوقف النار، دخلت حملة "الجرف الصامد" يومها الـ 11، حين بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في قطاع غزة. وقد بدأ هذا العمل بعد أن رفضت حماس يوم الثلاثاء المبادرة المصرية، استأنفت في ختام وقف النار الانساني نار الصواريخ نحو اسرائيل ورفضت مبادرة أخرى لوقف النار.
رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أعلن مساء أمس عن قراره ضرب انفاق حماس، فيما المقصود هو العمل بشكل محدود. ومع ذلك، فان النار التي لا تنقطع نحو مدن اسرائيل، المحاولة لتنفيذ عملية عديدة المصابين في كيبوتس صوفا صباح امس، الازمة الجديدة التي علقت فيها مساعي الجسر والوزراء المسارعين الى المعركة مثل نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان – كل هذا من شأنه أن يدفع الحكومة الى حملة برية واسعة نتائجها مأساوية. محظور أن يترجم الاحباط من رفض حماس الى قتل جماعي للابرياء. حتى الان جبت الحملة حياة 234 فلسطيني بينهم نساء واطفال. ورغم التقديرات المختلفة، فان وزن "غير المشاركين" يصل الى نحو 40 – 70 في المئة من اجمالي القتلى. وتشهد هذه الارقام على أن قتل "المدنيين غير المشاركين" بنار الجيش الاسرائيلي ليس شاذا.
مقلق على نحو خاص العدد الكبير من الاطفال القتلى. ومساء امس قتل اربعة اطفال بهجوم لسلاح الجو في غزة: ثلاثة من ابناء عائلة واحدة من مدينة غزة، وطفلة ابنة 4 من خانيونس – بعد يوم من الحادث القاسية على شاطيء البحر في غزة، والتي مات فيها أربعة اطفال بقصف لسلاح البحرية.
تتباهى اسرائيل في أنها خلافا لحماس، التي ترتكب جرائم حرب، فيما تطلق النار على السكان المدنيين، لا توجه هي النار عن عمد الى المدنيين والاطفال. اعداد القتلى التي نشرت حتى الان، واهداف القصف، التي يمكن ملاحظة بعضها بانها اهداف مدنية صرفة، تثير الخوف من أن يكون الجيش الاسرائيلي يخرق مواثيق دولية وقوانين الحرب في الحملة الحالية. بمسؤولية القيادات السياسية، رجال القانون والعسكريين وضع حد لذلك
تابع القراءة ..

د. مصطفى يوسف اللداوي
غزة تحت النار (23)
مرحى بالمقاومين وسحقاً للمتخاذلين


إنها معركة الكرامة من جديد، والفيصل بين الحق والباطل مرةً أخرى، فطوبى لمن كان من المقاومين أو وقف معهم، وساندهم وأيدهم، وساعدهم وأعانهم، وانتصر لهم وخذل عنهم، وأمدهم أو دعا لهم، في الصلاة أو في جوف اليل، وكان جندياً معهم في السر أو العلن، في الميدان أو خارجه، بالسلاح أو بالقلم، بالدم أو بالكلمة، بالموقف أو بالبيان، بالتصريح القاطع، أو بالتعبير الساطع، في السياسة أو في الإعلام، بين العرب أو عند الغرب، ولدى الأخوة والأشقاء، وعند الخصوم والأعداء، فهذا يومٌ ينبغي أن يمتاز فيه الحق وأهله، وأن تبين فيه المواقف، وتنكشف الحقائق، وتظهر طباع النفوس، وخبايا القلوب، ويبرق فيها معدن الرجال.
المقاومة اليوم هي الشرف والكرامة، وهي الحامي والواقي، وهي القلعة والحصن، والسور والجدار، وهي التي تقاتل وتدافع، وهي التي تصد وترد، وهي التي تصنع الهيبة، وتحافظ على الهوية، وهي التي ترفع الذكر، وتبقي على الوجود، وتصون البلاد وتحفظ الحدود، وهي التي تضع حداً للعدو، وتحول دون اعتداءاته، وتمنعه عن مغامراته، وتجبره على التردد والإصغاء، والتفكير والحساب، وبدونها ذلٌ وصغارٌ، ومهانةٌ واحتقار، وتفريطٌ وضياع، وتخلي وتولي، وضعفٌ وخور، وخضوعٌ وخنوعٌ واستكانة.
لا عذر اليوم لمن لا يقف إلى جانب المقاومة وينتصر لها، ويحول دون سقوطها، ويعمل دون هزيمتها أو انكسارها، فالأعداء والخصوم يرومون بها شراً، ويحيكون لها سوءاً، ويدبرون لها مكيدة، وقد اجتمعوا ضدها، وتآمروا عليها، واتفقوا بليلٍ على ما يضرها، إذ يريدون أن يجردوها من سلاحها، ويحرموها من خير ما عندها، ويسقطوا من يدها سيف الشرف، ليعود الفلسطينيون ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، ولا سلاح عندهم ولا منعة، يتسولون الدول، ويسألون الأمم الحاجة والمساعدة، بينما يصعرون الخد للعدو، ويخفتون في حضرته الصوت، ولا يقوون على المطالبة أمامه بحق، وهو الذي شعر بقوة المقاومة وقدرتها، وأنها في صعودٍ دائم، تتحدى وتواجه، وتهاجم ولا تخاف، وترد ولا تتردد.
إن من يتخلى عن المقاومة اليوم، إنما يتخلى عن الوطن، ويترك الشعب وحده نهباً للعدو، يعتدي عليهم ويقتلهم، ويعتقلهم ويظلمهم، ويغتصب حقوقهم ويصادر أرضهم، ويحرمهم من مستقبلهم ويضيق عليهم في وطنهم، فلا يوجد حرٌ شريف، صادقٌ مخلصٌ غيور، ينتمي إلى شعبٍ ووطن، وعنده انتماء ونسب، وله في الأرض جدٌ ووالدٌ وولد، وفي ترابها له نسيبٌ وقريبٌ وحبيب، يقبل أن يسلم لعدوه، أو أن يتخلى له عن سلاحه، أو يتآمر معه على شعبه وأبناء وطنه، وهو يعلم أن هذا العدو غاصبٌ وماكر، وكاذبٌ ومخادع، وأنه لا يتمنى لهذا الشعب خيراً، ولا يسعى لصالحه في شئ.
لا عذر لمن يتخلف، ولا تبرير لمن يقصر، ولا غفران لمن يخون ويفرط، ولا ينتظر من يساوم عدوه، ويفاوض قاتل شعبه، ليكون معه ظهيراً ونصيراً، وسنداً ويداً ومعيناً، أن يغفر له شعبه هذه الجريمة، وأن يتجاوز له عن هذه الخيانة، وأن يصدقه إن نصح، أو يصغي له إن فسر وبرر، أو قدم عذره ووضح، بل إن عدوه لن يحترمه ولن يقدره، وسينظر إليه على أنه خائنٌ لشعبه ووطنه، ومن يخون أهله لا ثقة فيه، ولا أمان له، ولا يخدم عدوه، بل إن يوم التفريط به قادم، ويوم التخلي عنه والاستغناء عن خدماته ليس ببعيد.
المقاومة ليست ضعيفة، وقد أثبتت أنها قوية، وأن تؤذي وتضر، وتجرح وتقتل، وتخيف وترعب، وتهدد وتتوعد، وتعد وتفي، وتصل وتطول، ولا يفلت من يدها أحد، لطول باعها، وقوة ساعدها، ومتانة صفها، وبراعة رجالها، ومضاء سلاحها، وعزم أهلها، وإرادة أبنائها والمنتسبين إليها.
إنها المقاومة تستصرخ شعبها وأهلها، الشرفاء والرجال، أبطال التاريخ وصناع المجد، أصحاب الشعلة ورواد العاصفة، الطلقة الأولى والشرارة المدوية، ألا يسمحوا لأحدٍ أن يعبث بمقاومة هذا الشعب، وألا يقبلوا بتمرير أي اتفاقٍ يجيز نزع السلاح، وتجريد الشعب من قوته، وحرمانه من حقوقه وانجازاته، فهذه أمانةٌ على عاتق الأولين، الذين سبقوا بالمقاومة وكان لهم شرف الطلقة والشرارة، أن ينتصروا لها، وأن يقفوا إلى جانبها، فهي امتدادٌ لتاريخهم، ووصلٌ لمستقبلهم، وهي حفظٌ لوجودهم، وبقاءٌ لاسمهم، ورفعٌ لرايتهم، فإن من حافظ عليها بقي، ومن تركها وتخلى عنها زال ونسي واندثر.
تابع القراءة ..


د. مصطفى يوسف اللداوي
غزة تحت النار (25)
براءة أطفال فلسطين لا تشفع
كأن بين الإسرائيليين وأطفال فلسطين ثأرٌ قديم، وحسابٌ متراكمٌ عبر السنين، يصرون على تصفيته بكلِ دمويةٍ وهمجية، ودون رحمةٍ ولا رأفة، وقد منح قانونهم الجائر، حق الثأر والانتقام، وتحصيل الحق المدعى، ورد العدوان المفترى، وصد الخطر المتوقع، للجنود والمستوطنين وعامة المواطنين على السواء، فهو حقٌ يكفله القانون لهم، وتحميهم التشريعات من نتائجه.
فأصبح من حق جنود الاحتلال أن يطلقوا النار بكل بساطةٍ ويسرٍ على أي طفلٍ فلسطيني، دون خوفٍ من مساءلة أو محاسبة، فالقانون معهم وإلى صفهم، ينصفهم ولا يظلمهم، ويبرؤهم ولا يدينهم، بل يحاسبهم إن قصروا، ويعاقبهم إن هم تأخروا عن استخدام القوة والعنف، ضد أي هدفٍ يرون أنه يهدد سلامتهم، ويعرض حياتهم وغيرهم للخطر.
القانون الإسرائيلي أعطى الحق للمستوطنين الإسرائيليين أن يرضخوا رؤوس الأطفال الفلسطينيين بالحجارة، وأن يطلقوا النار عليهم من سياراتهم المارة، وأن يدوسوهم بعجلات سياراتهم المسرعة، وأن يعيدوا الكرة عليهم دهساً من جديدٍ مراتٍ عدة، لضمان قتلهم، والتأكد من موتهم، ولو كان ذلك بتسجيل وتوثيق الإعلاميين، وفي حضرة كاميرات الصحافيين.
وسمح لهم قانونهم الباغي أن يطلقوا النار عليهم إن شعروا بالخطر، وألا يفرقوا أبداً بين طفلٍ صغيرٍ وآخر رضيع، ولعل رجال دينهم وحاخاماتهم، يمارسون القتل بأنفسهم، ويحرضون غيرهم على فعله، ويرون في اعتداءاتهم على الأطفال مفخرة، وأن أفعالهم ضدهم ليست منكرة، ولا هي مستنكرة، ولعل حادثة قتل الحاخام موشيه ليفنغر لطفلٍ فلسطيني، خير شاهدٍ على هذه العقلية الإجرامية اليهودية البشعة. 
إنه القانون الذي سمح للمستوطنين بخطف الأطفال الفلسطينيين من أمام منازلهم، أو أثناء العودة من مدارسهم، وغض الطرف عن إيذائهم وتكسير أطرافهم، وتهشيم عظامهم، قبل أن يأذن لآخرين بأن يسكبوا البنزين في جوف فتىً ويشعلون به النار حياً، وينطلق غيرهم نحو طفلٍ آخر ليعيدوا التجربة، ويكرروا الجريمة، لأنهم يعلمون يقيناً أن القانون لن يجرمهم، والمحاكم لن تدينهم، ولن تحكم عليهم، وإن أدانتهم وقضت بحبسهم، فإن قوانين الرحمة، ومحاولات الاستعطاف والتوسل، ومشاريع العفو والإفراج المبكر، كفيلة بإطلاق سراحهم، أو تخفيف أحكامهم، أو تمكينهم من الاستفادة والاستمتاع من قوانين السجون المدنية.
إنه ذات القانون العسكري الصهيوني الذي قتل محمد الدرة وهو بين يدي والده يستغيث ويصرخ، ويحاول الاحتماء بصدر أبيه العاري، إلا أنهم قتلوه أمام عدسات الكاميرات، وعلى مرأى ومسمعٍ من العالم كله، رغم أنه كان في حالة ضعفٍ واستغاثة.
وهو القانون الذي استهدف بقذائف الدبابات الطفل الفارس فارس عودة، والرضيعة إيمان حجو وفرح الحلو، وهو الذي استهدف ببوارجه الحربية الأطفال الأربعة الذين كانوا يلهون على شاطئ غزة، ليتبعهم بثلاثةٍ آخرين كانوا يقفون على سطح منزلهم، وهم الذين قتلوا في حربٍ سابقة على شاطئ البحر أيضاً، سبعةً من أسرة الطفلة هدى غالية أمام عينيها.
إنهم اليهود أنفسهم الذين كانوا في التاريخ، وعاشوا في الأزمنة الغابرة، فكما كانوا يكرهون أطفال غير اليهود ويقتلونهم، ويصفون دمهم في أوعيةٍ ويشربونه، فإنهم ما زالوا حتى اليوم على نفس الطبيعة، وذات الجبلة العفنة، والنفوس المريضة، والحقد المتأصل، والخبث المتجذر، لم يغيروا شيئاً من سلوكهم، ولم يبدلوا طباعهم الشاذة، بل ازدادوا بطشاً وحقاً، وأصبحت آلة القتل عندهم أكثر قسوةً ومضاء، وأكثر عنفاً وإيغالاً، فلا يتأخرون عن قتل الأطفال وغيرهم، ولا يمتنعون عن الإساءة إليهم، وإلحاق الضرر بهم.
لا أدري كيف يصنف قادة العدو الإسرائيلي جيش كيانهم بأنه الجيش الأكثر أخلاقيةً في العالم، وأن جنوده متحضرين وإنسانيين، وأنهم يتمتعون بمناقبية عسكرية عالية، تمنعهم من قتل الأطفال والشيوخ، والإجهاز على المرضى والأسرى، ومهاجمة المدنيين والآمنين، وتحول دون استخدامهم للمدنيين دروعاً بشرية، ومتاريس لصد الهجوم ورد الاعتداء.
بينما الحقيقة التي لا يمكن إغفالها أو إنكارها، أن جيش العدو يفتقر إلى أبسط القيم العسكرية، وتعوزه أخلاق المحاربين الشرفاء، فجنوده المدججون بكل أنواع السلاح، والذين يحملون أعتى الآلات الحربية، لا يتوانون عن قتلٍ طفلٍ صغير، ولا آخر رضيع، ولا يترددون عن قتل امرأةٍ حامل، أو اجهاضها وقتل جنينها، وقد أزهقوا بغازاتهم السامة، وقنابلهم الدخانية، أنفاس عشرات النساء الحوامل، وقتلوا خنقاً مئات الأجنة في أرحامهن، وتسببوا بموت عشرات الأطفال على حواجزهم الأمنية.
 إنه العدو الصهيوني البغيض، تاريخه القبيح مع شعبنا يشهد على الكثير من الصفحات السوداء، والجرائم المريرة التي ارتكبها بحق أطفال فلسطين وصغارها، واليوم تشير الاحصائيات الأخيرة، أنه قتل في عدوانه الأخير على قطاع غزة، خلال عشرة أيام أكثر من ستين طفلاً، وجرح وأصاب بجراحٍ مختلفة ما يزيد عن ستمائة طفلٍ وطفلة، وما زالت آلته الحربية تقتل وتدمر.
لا شئ يشفع عند الإسرائيليين، ولا خير يرتجى منهم، وتكرار التجربة معهم ليست إلا مزيداً من السفه والغباء، وقلة الوعي وضحالة الخبرة فيهم، فبراءة الأطفال لا تمنعهم من القتل، وطهر قلوبهم لا يردعهم عن الإجرام، ونقاء نفوسهم لا يحرضهم إلا على قتلهم واغتيال طفولتهم البريئة، والدوس بأقدامهم الثقيلة على زهرات الحياة الغضة الطاهرة البريئة.
تابع القراءة ..



د. مصطفى يوسف اللداوي
غزة تحت النار (24)
إسرائيل والهدنة الإنسانية
الهدنة الإنسانية هي آخر شئ ممكن أن يتصوره الفلسطينيون من العدو الإسرائيلي، فهذا عدوٌ لا يعرف الرحمة ولا يؤمن بالإنسانية، ولا تسكنه المودة، ولا يعيش في ذهنه الخير، ولا يتوقع منه الآخرون سلاماً أو أماناً، ولا ينتظرون منه وفاءً أو احتراماً، إنه قاتلٌ أبداً، ومجرمٌ دوماً، لا يتوقف عن القتل والإجرام إلا ليستأنفه من جديد، أو ليبحث عن هدفٍ آخر وضحيةٍ أخرى.
العدو الإسرائيلي يقتل بدمٍ بارد، ولا يؤنبه ضميره إن قتل، ولا يشعر بندمٍ أو بحزنٍ إن هو سفك الدماء، وارتكب المجازر، وأثخن الجراح، وهو يشعر بمتعة قتل العرب، ويرى في قتلهم رفعة بين قومه، ورضاً لربه، وسعادةً لأمه، التي يبش وجهها إن عاد إليها ابنها المجند يبشرها أنه قتل عربياً، وسعادتها ستكون أكبر لو أنه قتل أكثر، ولا يهمها من قتل، وإن كان يسعدها أن يكون قربانه طفلاً أو صبياً صغيراً، فقتل الأطفال عندهم متعة وعبادة، وسلوكٌ وعادة، وتقليدٌ واتباع.
الإسرائيليون لا يقبلون بالهدنة الإنسانية، أو بوقف إطلاق النار المؤقت إلا لأحد سببين، ليس منها أبداً أنه إنساني، ويحترم القوانين والأعراف، وأنه يستجيب للمبادرات الدولية، وجهود الوساطة الإقليمية، وأنه يقدر حاجات المواطنين والسكان، وأنه يحاول أن يوقف إطلاق النار ليمكنهم من شراء حاجاتهم، وتوفير ضروريات العيش في ظل المعارك والقتال، خوفاً عليهم من المجاعة والحاجة، أو حرصاً على الأطفال الرضع والنساء الحوامل، والمرضى والمسنين، وكل من هم بحاجةٍ إلى رعاية ومعاملةٍ خاصة.
إنهم لا يقبلون بالهدنة أو بالتهدئة إلا إذا شعروا أنهم بحاجةٍ لها، وأن مصالحهم قد تضررت، وأن سمعتهم قد ساءت، وأن حياة مواطنيهم أصبحت في خطر، وأن الأمر بات يتطلب وقفاً لإطلاق النار لوقف الخسائر، وتجنب المزالق، وترميم الأضرار، ورتق الخرق إن اتسع عليهم، ولم يعد عندهم قدرة على تحمله، خاصة إذا تعذر عليهم هزيمة الخصم، وكسر إرادته، وإملاء شروطهم عليه، وإكراهه على القبول بها، والنزول عندها، تحقيقاً للنصر الذي يدعيه، أو خوفاً من أن تنقلب الأمور عليه، فيحقق الخصم عليه نصراً، ويوقع به هزيمة، ويجبره على التراجع عن شروطه، والتنازل عن أهدافه التي وضعها لعدوانه.
في هذه الحالة يلجأ العدو إلى الوسطاء، ويحرك الحلفاء، ويطلب منهم العمل على فرض هدنة، أو طرح مبادرة، لإنقاذه من الخطر، وإخراجه من أزمته، ووضعِ حدٍ للخسارة التي مني بها، وهو يقبل بها وإن بدا أمام الخصم والآخرين أنه رافضٌ لها، وغير راضٍ عنها، إلا أنه في النهاية يوافق عليها، ويلتزم بها، خاصةً أنه غالباً الذي يضع شروطها، ويحدد بنودها، أو يكون شريكاً في صياغتها، وحاضراً عن اقتراحها.
أما السبب الثاني الذي يدفع بالعدو للقبول بالتهدئة، والموافقة على الهدنة الإنسانية المؤقتة، فهو حاجته إلى أهدافٍ جديدة، فنجده يلجأ إليها عندما ينضب بنك الأهداف عنده، ويعجز عن الوصول إلى أهدافٍ حقيقية موجعة في صفوف الخصم، في ظل حالة الحذر الشديدة والحيطة العالية التي يلتزم بها المقاومون، إذ يغيب المطلوبون والنشطاء عن الأنظار، ويمتنعون عن استخدام الهواتف ووسائل الاتصال، في الوقت الذي يحسنون فيه إخفاء وتمويه مقراتهم ومستودعات السلاح، ومخازن الصواريخ، وغير ذلك من الأهداف الحقيقية التي يعمى العدو عن الوصول إليها في ظل استمرار المعارك.
يطمع العدو الإسرائيلي في ظل الهدنة، ووقف إطلاق النار، أن يتخلى المقاومون عن بعض سلوكهم الأمني، وحذرهم الشديد، فيخرجون من مكامنهم، ويظهرون أمام العامة، أو يقومون ببعض الأنشطة، أو يتفقدون بيوتهم ويزورون أسرهم، الأمر الذي يمكن العدو من متابعة وتحديد أماكنهم، تمهيداً لاستهدافهم وقتلهم، وقد نجح العدو الإسرائيلي للأسف في الوصول إلى بعض القادة السياسيين والعسكريين خلال الهدنة، أو بعدها بقليل، وهو ما كان يصعب عليه تحقيقه في ظل استمرار القتال.
لا يتورع العدو الصهيوني أن يستهدف أحداً خلال الهدنة، أو أن يقصف هدفاً، إن أتيحت له الفرصة، فهو ليس محترماً ولا شريفاً، ولا يلتزم بهدنة ولا يضبطه إتفاق، ولكنه صيادٌ ماكرٌ خبيثٌ مخادع، يختلق الوسائل والسبل، ليتمكن من استدراج فريسته، أو تطمين ضحيته، ثم يغير عليها في وقتٍ يشعر فيه المقاومون بالأمان والطمأنينة، ولا يتوقعون أن يخترق العدو الهدنة لاقتناص صيدٍ أو ضرب هدف، ولكن التاريخ أثبت لنا أن العدو الصهيوني يستغل الهدنة في الرصد والمتابعة، وجمع المعلومات وتعقب الأشخاص، أي أنه لا يلجأ إليها إلا خدمةً لأهدافه، وتحقيقاً لمصالحه.
ينبغي على المقاومة أن تأخذ حذرها، وأن تنتبه إلى عدوها، وألا تنساق وراءه، وألا تستجيب إلى شروطه أو رغباته، وألا تنطلي عليها خدعه ومكره، إذ لا أمان له، ولا صدق عنده، وهو لا يرقب فينا إلاً ولا ذمة، ولا يحفظ لنا عهداً ولا وداً.
تابع القراءة ..


فشل جديد للبرلمان العراقي… ومظاهر تمرد على المالكي في التحالف وتسجيل جديد منسوب لعزت الدوري يتعهد «تحرير باقي المحافظات»

مصطفى العبيدي

بغداد ـ «القدس العربي»: مرة ثانية أخفق مجلس النواب في جلسته الثانية في انتخاب رئيس للمجلس ونائبيه بسبب غياب التوافق بين القوى السياسية ولغياب معظم النواب الكرد.
ورفع رئيس السن في مجلس النواب مهدي الحافظ الجلسة الصباحية الى الساعة الواحدة بعد الظهر لاتاحة الفرصة للنواب الكرد للحضور ثم تم تأجيل الجلسة الى الثلاثاء المقبل، بعد ان بدأت بحضور 233 نائبا، وبغياب عدد من النواب الكرد ممن علقوا في مطار اربيل، لتعذر استقبال الرحلات الجوية في مطار بغداد لـ «سوء الحالة الجوية». كما جرى التأجيل لغياب التوافق على المناصب الثلاث الرئيسية.
وكان نوري المالكي ضمن النواب الحاضرين في مجلس النواب، وشارك في اجتماع للتحالف الوطني فشل مرة آخرى في الاتفاق على تسمية مرشح التحالف لمنصب رئيس الوزراء.
كما أعلن التحالف الكردستاني عن توصله الى تحديد مرشحه الى رئاسة الجمهورية ونائب رئيس مجلس النواب وخول رئيس الاقليم مسعود البرزاني الاعلان عنه بعد انتهاء التحالف الوطني الشيعي من الاتفاق على مرشحه لمنصب رئيس الوزراء، وهو مالم يتم حتى الآن.
وسبق أن أكد زعيم حزب المؤتمر العراقي احمد الجلبي، أمس الأول، أن تمسك دولة القانون بمرشح واحد سيدفع الائتلاف العراقي لتشكيل تحالف جديد خلال الساعات المقبلة، بعد أن توجب تقديم شخصية ذات مقبولية واسعة.
وقال إن «استمرار تمسك أعضاء في دولة القانون بمرشح واحد سيدفع الائتلاف العراقي الى تشكيل تحالف جديد من الفضاء الوطني خلال الساعات المقبلة بعد أن توجب تقديم شخصية ذات مقبولية واسعة». كما أعلن رئيس كتلة المواطن باقر جبر أن المالكي ما دام مصرا على الترشيح للمرة الثالثة فلا يوجد حل للأزمة.
وكان رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) نيكولاي ملادينوف، قد حذر أعضاء مجلس النواب من الإخفاق بانتخاب حكومة جديدة. داعيا جميع أعضاء مجلس النواب إلى «حضور الجلسة المقبلة لمجلس النواب التي عقدت يوم أمس الاحد». وفيما أكد ان الفشل بانتخابات الرئاسات الثلاث «سيدخل البلد في فوضى»، محملا القادة السياسيين مسؤولية الاخفاق في حال عدم توصلهم إلى حل.
وأضاف ان «العراق بحاجة لفريق يمكنه من توحيد الشعب، ولا ويوجد وقت لتبادل الاتهامات، الوقت الآن هو للمضي قدما وتحقيق التسوية لمصلحة الشعب العراقي».
تسجيل الدوري
ومن ناحية أخرى وفي خطاب صوتي بمناسبة ذكرى ثورة 17 تموز/ يوليو 1968 بثته عدة وسائل اعلام «هنأ مسؤول حزب البعث في العراق عزة الدوري العراقيين بمناسبة تحرير محافظتي نينوى وصلاح الدين متوعدا بتحرير باقي محافظات العراق تباعاً ومهنئا بذكر ثورة 17 تموز/ يوليو وحيا بشكل خاص بعض التنظيمات المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية ومنها رجال «الدولة الاسلامية» وكتائب ثورة العشرين ورجال الطريقة النقشبندية وانصار السنة والجيش الاسلامي وجيش المجاهدين».
واضاف ان حزب البعث قدم اكثر من 160 الف شهيد وما يمر يوم الا وفيه شهيد دون أن يذكر في خطابه ما أشيع عن مقتل ولديه أحمد وأبراهيم في المعارك مؤخرا.
وأكد الدوري» أن العراق يتعرض لغزو ايراني وإن امريكا قدمت العراق لقمة سائغة لايران، وأن ايران هي من تسيطر على العراق».
وقال ان ابناء العراق في الجنوب والوسط والفرات الاوسط هم من ركع الخمينيين وقاتلوهم في الحرب العراقية الايرانية، طالبا من قادة الحركات الاسلامية السمو فوق الخلافات الطائفية وعدم ذكرها . وطالب «بالعفو عن كل من وصفه»أنه زلت قدماه» وتعاون مع الاحتلال أو حكومة نوري المالكي وان يلتحقوا بالثوار ليشاركوا بتحرير بغداد التي باتت قاب قوسين أو دنى، وقال ان هدف تحرير العراق يسموا على كل الخلافات فيما بيننا لان الخلاف هو العدو الاكبر للثوار».
وفسر المراقبون خطاب الدوري أنه يشير الى تحالف جميع القوى والتنظيمات المعارضة للعملية السياسية في العراق على تجاوز خلافاتها والتركيز على هدف اسقاط العملية السياسية.
تطورات امنية
وعن تطورات الوضع الأمني ذكرت وكالة الاستقلال العراقية أن معارك شرسة تجري الآن في عدة مناطق من ديالى استخدمت فيها شتى انواع الاسلحة بين المسلحين وفي طليعتهم جيش المجاهدين وانصار الاسلام وبين قوات الجيش والشرطة وفيلق بدر وكتائب حزب الله العراقي وعصائب الخزعلي بمحيط شهربان بمحافظة ديالى.
كما تجري الآن معارك ضارية في منطقة الجلام على اطراف سامراء بعد انسحاب الجيش وجيش المهدي ولواء ابي الفضل العباس وقوات ايرانية متجحفلة معها مع جهاديي السيستاني من العوينات الى سامراء.
ودفع جيش المالكي بقوة لدخول تكريت من جهة المدخل الجنوبي باتجاه العوجة قبل ساعتين في محاولة لاختراق دفاعات الثوار لينتهي الحال بفشل المحاولة امام صمود الثوار، حسب المصدر.
وأشارت الوكالة أيضا الى أن الثوار تمكنوا من تحرير مدينة بروانة بقضاء حديثة غربي الانبار.
كما أعلن مستشفى سامراء أنه تسلم جثتي ايرانيين كانا يقاتلان في تكريت.
وذكرت ادارة المستشفى أن الايرانيين الذين كانا يرتديان ملابس عسكرية قتلا بنيران قناصين أثناء مشاركتهما في المعارك الدائرة بالقرب من مدينة تكريت مركز صلاح الدين.
وذكرت قناة الشرقية أن منطقة سامراء في محافظة صلاح الدين وما حولها تشهد حركة نزوح واسعة لسكانها بسبب توقع هجوم كبير يقوم به المسلحون للسيطرة على مدينة سامراء.
وذكر شهود للقناة أن المسلحين طلبوا من سكان المناطق القريبة من سامراء ترك بيوتهم والابتعاد عن المنطقة لقرب وقوع معارك عنيفة في سامراء للسيطرة عليها وانتزاعها من يد القوات الحكومية والمليشيات المتعاونة معها. وتعتبر سامراء مركزا لقيادة القوات الحكومية وموقعا دينيا حيويا للشيعة يعتبر سقوطها نكسة خطيرة للوضع الأمني في العراق.
اجتماع الجامعة العربية
وسياسيا أكدت جامعة الدول العربية أن العراق سيشارك في اجتماع طاريء لوزراء الخارجية العرب من المقرر عقده اليوم الاثنين لمناقشة تطورات الاوضاع بقطاع غزة.
وأشار بيان جامعة الدول العربية إلى أن «العراق سيشارك بوفد رسمي برئاسة وزير الخارجية وكالة حسين الشهرستاني في اجتماع وزراء الخارجية العرب الطاريء الاثنين المقبل لبحث التطورات الجارية في قطاع غزة».
وأضاف البيان أن «الدعوة إلى الاجتماع جاءت بعد فشل مجلس الامن الدولي بالتوصل الى قرار بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع».
تابع القراءة ..
د. مصطفى يوسف اللداوي



جاءت المبادرة المصرية لفرض هدنة بين العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، ولوقف كافة الأعمال العدائية التي يقوم بها العدو ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي قتل وجرح مئات المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني، ودمر بيوتهم ومساكنهم ومساجدهم ومؤسساتهم، لتنقلب على الفلسطينيين، وتحقق ما يصبو إليه العدو الصهيوني، وما كان يحلم به طوال حياته، وما كان يسعى لتحقيقه خلال الحروب السابقة كلها، التي فشل خلالها في تحقيق أيٍ من أهدافه، بدليل تكرار عدوانه على قطاع غزة لأكثر من مرة، وفي كل عدوانٍ كان يعلن عن نفس الأهداف، التي لم يتحقق له منها شئ حتى اليوم، بل إن الحروب المتكررة والحصار المشدد الذي فرضه على قطاع غزة، قد خلق واقعاً مختلفاً، وعقد الأهداف الإسرائيلية، وضاعف من قدرات المقاومة، وجعل تدميرها أو السيطرة عليها ضرباً من المستحيل، أو شيئاً من الخيال.
المبادرة المصرية التي لم تقدم إلى القوى الفلسطينية، ولم تطرح عليها رسمياً، ولم تستشر فيها، وإنما سمعت بها عبر وسائل الإعلام، ومن خلال الردود الإسرائيلية عليها، بينما لم تقم الحكومة المصرية بطرحها رسمياً على الفصائل الفلسطينية، كما لم تلتق أياً منها، ولم تدعُ أحداً من مسؤوليها للتشاور والتنسيق، وكأنها لا تعترف بوجود الطرف الفلسطيني، ولا تريد التفاهم معه.
هذه المبادرة جاءت نتيجة تفاهماتٍ مصرية ودولية مع الجانب الإسرائيلي فقط، الذي أدرك أنه سيفشل في حملته العسكرية، وأن قدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود والثبات ومواصلة قصف مدنه ومستوطناته بالصواريخ كبيرة، وأن المفاجئات التي تحملها المقاومة حقيقية ولافتة، وفاعلة ومؤثرة في سير المعركة، وأن قدرة شعبه وجمهوره على الثبات، وتحمل تبعات الحرب، وتعطيل الأعمال والمشاغل والدراسة، والعيش في الملاجئ، ضعيفة ومحدودة، ولا تستطيع الصمود لأيامٍ طويلة.
لهذا كان العدو الصهيوني في حاجة ماسةٍ إلى هدنة، تنهي العمليات العسكرية، وتحافظ على هيبته وسمعة جيشه، وفي الوقت نفسه تحجب النصر عن المقاومة، وتسحب الانجازات التي حققتها بالصمود والثبات، ومواصلة القصف، ومتابعة المفاجئات، وقد كان الفلسطينيون يعلمون أن العدو الصهيوني سيلجأ في نهاية المطاف إلى وقف عملياته الحربية على قطاع غزة، وكان يشغل لذلك طواقمه الدبلوماسية، وحلفاؤه الدوليون، ولم تكن تصد محاولات التوسط والتدخل الأمريكية والتركية والمصرية والقطرية وغيرها.
لكن المبادرة المصرية المقترحة لم تكن إنقاذاً للعدو الصهيوني من مغامرته فقط، ولم تكن تحمل مقترحاً لوقف إطلاق النار، أو العودة إلى تفاهمات العام 2012، ولا وضع ترتيبات وضمانات لعدم خرق الهدنة من جديد، ولا قيام العدو الصهيوني بأي عمليات قصف أو تصفية أو اجتياح للمناطق الفلسطينية.
كما لم تحمل الهدنة المقترحة شيئاً من المطالب الفلسطينية الأساسية، التي تتعلق برفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر التجارية والمخصصة للأشخاص، فضلاً عن توقف العدو الصهيوني عن ممارسة أي ضغوط على حكومة التوافق الفلسطيني، ووقف تدخلاته في شؤون السلطة الفلسطينية، خاصة تلك المتعلقة بالمصالحة وبحكومة الوحدة الوطنية، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في الضفة الغربية قبل وخلال عدوانها على قطاع غزة، مع الالتزام التام ببنود صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، والتي توجب على مصر إلزام العدو الصهيوني بعدم اعتقالٍ أيٍ من الأسرى المحررين، وضرورة الإفراج عمن أعتقل منهم.
لكن الأشد والأدهى في المبادرة المصرية التي تلقفها العدو الصهيوني، معتبراً إياهاً أعظم نصرٍ يحققه على المقاومة، أنها تدعو إلى نزع السلاح من أيدي فصائل المقاومة الفلسطينية، وجعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح، وضمان عدم عودة الفصائل الفلسطينية لتسليح نفسها، أو إعادة بناء قدراتها العسكرية، هذا إلى جانب ضمان إغلاق الأنفاق ومحاربة كافة أعمال التهريب التي تتعلق بالأسلحة وبإعادة بناء القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية.
إن هذه المبادرة غريبةٌ وعجيبة، وهي مستنكرة ومرفوضة، وفيها إذلالٌ وإهانة، وتهميش وإقصاء، وهي ليست في صالح الشعب الفلسطيني في شئ، ولا تلبي أهدافه، ولا تنسجم مع آماله، كما أنها لم ترقَ إلى مستوى تضحياته وعطاءاته، إذ أن أداء المقاومة الفلسطينية وصلابة جبهتها الداخلية، كان كفيلاً بجر العدو الإسرائيلي إلى الهدنة، وإجباره على القبول بشروط المقاومة، والنزول عند رغبات الشعب، ولم يكن الوصول إليها أكثر من مسألة وقت، في نهايته سيخضع العدو ويتراجع، وسيطلب الهدنة وسيلتزم بشروطها.
العدو الإسرائيلي لم يوقف اعتداءاته، ولم يعلن إنهاء أعماله الحربية، بل استمر في اعتداءاته وما زال، والمقاومة الفلسطينية التي قدمت مئات الشهداء والجرحى، لن تقبل أن تمنح العدو نصراً يتمناه، ولا أن تحقق له حلماً كان مستحيلاً عليه، ولا يوجد بين الفلسطينيين من يقبل بأن تجرد المقاومة من سلاحها، وأن تصبح غزة منزوعة السلاح، ضعيفةً لا شوكة لها، ولا قوة عندها، ولا تستطيع أن تصد عدواناً، ولا أن ترد هجوماً.
الفلسطينيين باتوا يدركون اليوم أن مقاومتهم هي سر قوتهم، وأن سلاحهم هو سبب نجاحهم وعامل صمودهم الأول، فلن يتخلوا عنه، ولن يفرطوا به، وسيبقون على مواقفهم حتى يدرك صناع الهدنة ومن وراءهم، أن المقاومة أقوى منهم، وأقدر على الصمود والثبات.
تابع القراءة ..


د. مصطفى يوسف اللداوي

لا تعتقدوا أن المقاومة الفلسطينية حرة في تقرير الهدنة التي تريد، أو الموافقة بمفردها ومن تلقاء نفسها على شروطها، والالتزام ببنودها، والإقرار بضوابط وقف إطلاق النار، وتوقف كافة العمليات العسكرية، أو اختيار التوقيت والزمان المناسب للموافقة عليها، فهي ليست وحدها من يقرر، مهما بلغت قوتها، وتعاظمت شعبيتها، وأياً كانت عملياتها العسكرية، ونجاحاتها الميدانية، وإن هي أوغلت في صفوف العدو وأوجعته، وأثخنت فيه وآلمته، وانتصرت عليه في جولات، أو كسبت بعضها بالنقاط، أو حالت دون أن يحقق نصراً عليها، أو منعته من اجتياح القطاع، وخوض معركة بريه معه، وسوق رجاله إلى القتل أو الاعتقال.
المقاومة ليست مطلقة اليدين، وليست حرةً في تقرير المصير، ولا تستطيع أن تبرم اتفاقاً، أو أن تصادق على هدنةٍ أو تفاهمٍ، دون الرجوع إلى الشعب وعامة الناس، فالشعب الفلسطيني شريكها في المعركة، ورفيقها في القتال، ومعها في الميدان، وقبلها وسابقها في المقاومة، وهو ملهمها في الجهاد، وموجهها في القتال، إذ هو شعب الجبارين الصامد، الذي لا يئن ولا يشكو، ولا يلين ولا يخضع، ولا يذل ولا يخنع.
بل إنه أحد أهم أسباب تفوقها ونصرها، فهو الحاضنة القوية للمقاومة، وعمقها الأصيل، ولسانها الأريب، وهو الجبهة المتماسكة، وصاحب الإرادة القوية، والشكيمة الحازمة، ولولا صبره واحتماله، وصدقه وإخلاصه، وحكمته وعطاؤه، لما تمكنت المقاومة من الصمود، ولما استطاعت المواصلة، ولما حققت نجاحات، ولما سجلت في صفوف العدو ودفاعاته اختراقات.
ينبغي على قيادة المقاومة الفلسطينية، وعلى مرجعياتها السياسية أن تصغي إلى مطالب الشارع الفلسطيني، وأن تستمع إليهم قبل أن تقرر، وأن تستمزج آراءهم قبل أن توافق، فلا يحق لها أن تذهب إلى أي مكانٍ للتفاوض والحوار دون أن تكون مسلحة بإرادة الشعب، وواعيةً لمطالبه وشروطه، ولا تظن نفسها أنها أوعى منهم وأفهم، وأنها ترى ما لا يرون، وتعرف ما لا يعرفون، وتدرك أكثر مما يدركون، وأن لديها سابق خبرة، وقديم تجربة، وأنها تعرف كيف تصير الأمور، ومن الذي يحركها ويوجهها.
لا مبرر للمقاومة أياً كانت أن تتفرد بالقرار وحدها، فقد سبقها الشعب في وضع شروطه لأي هدنة، وبَيَّنَ مطالبه للموافقة على أي تهدئة قادمة، وعلى المفاوضين أن ينصتوا لهم، وأن يستجيبوا إلى شروطهم، وأن يحترموا طلباتهم، فهم الذين ضحوا وقدموا، وبيوتهم هي التي خربت ودمرت، ومدارسهم ومساجدهم قد تعرضت للقصف، ومستقبلهم وأولادهم الذي أصبح في المجهول، وأولادهم هم وقود المقاومة ورجالها، وأمهاتهم وأخواتهم هم الذين يحدون الرجال، ويتقدمون الصفوف، ويكابرون على الجرح والألم.
الشعب لن يقبل وقفاً لإطلاق النار، أو إقراراً لتهدئةٍ مؤقتة، تجيز للعدو أن يعيد الكرة من جديد، وأن يعود إلى اعتداءاته وخروقاته بعد أشهر، أو كلما أتيحت له الفرصة، تأديباً أو بمناسبة الانتخابات، أو إرضاءً لمتطرف أو مسايرةً لمتشدد، بل تريد اتفاقاً يلزمه، وتعهداً يضمنه، ورادعاً يمنعه، ودولاً تكفله وترعاه.
كما لن يقبل بنزع سلاحه، وتفكيك قواته، والتعهد بعدم بناء قدراته الذاتية، أو التوقف عن أعمال التجهيز والإعداد والاستعداد، إذ السلاح عندهم عنوان الشرف، وسبيل النصر، والوسيلة الأقدر والأفضل لكبح جماح العدو، ومنعه من الإفساد والعربدة والتخريب.
وهو يريد أن يرفع الحصار كلياً عن قطاع غزة، وأن تُفتح كلياً ودائماً كل البوابات والمعابر، ليتمكن الأفراد المسافرون، والبضائع التجارية من المرور بسهولةٍ ويسر، وأمانٍ واطمئنان، ويريد ألا يكون للاحتلال وجودٌ أو سلطة على معابره، لئلا يتحكم في المغادرين والعائدين، ولئلا يتسلط على الفلسطينيين في دوائهم وغذائهم، ولئلا يستغل حاجتهم وضعفهم، لمآربه الدنيئة، وأهدافه الوضيعة.
ويتطلع الشعب الفلسطيني لأن يكون له مطاره الوطني، وفق المعايير الدولية، وبموجب الضوابط الأمنية المتفق عليها، ليتخلص من الانتظار والمعاناة، وينتهي من طوابير الذل والإهانة، وأقبية الحجز وصالات الحظر، وقوائم الترقب، وأذونات الموافقة، والقوائم السوداء الممنوعة من الدخول.
ويمتد طموح الشعب الفلسطيني لأن يكون له ميناؤه البحري في غزة، الذي يربطه مع العالم، ويمكنه من الحصول على احتياجاته وما يلزمه، خاصةً ما يتعلق منها بالبناء، كالاسمنت والحديد وغيره، للمباشرة في أعمال إعادة الإعمار، وتحريك عجلة الاقتصاد الفلسطيني المتوقفة.
كما يريد الشعب الفلسطيني سيادةً كاملة في قراراته وعلى أرضه، وسلطةً ذاتية على مصالحه ومصائره، فلا يتدخل العدو فيها، ولا يفرض شروطه عليهم، وألا يؤثر على المصالحة والوحدة، وألا يتدخل في الشؤون الداخلية، ولا يمارس ضغوطاً على أي طرف، ليفشل المصالحة، ويسقط حكومة الوحدة الوطنية.
لن يقبل الفلسطينيون بأي هدنةٍ أو وقفٍ لإطلاق النار، لا يحقق حريةً للأسرى والمعتقلين، ولا يفرج عنهم من سجونهم، أو يخفف من معاناتهم ويحسن ظروفهم فيها، وهو يصر على حرمة اعتقال المحررين منهم، ووجوب إطلاق سراحهم، وضمان عدم اعتقالهم مرةً اخرى، فضلاً عن إطلاق سراح كل من أعتقل ضمن الحملة الأمنية القمعية التي نفذتها سلطات الاحتلال في مدن الضفة الغربية.
إن للشعب الفلسطيني صانع النصر، القابض على الجرح، الصابر على الأذى، المكلوم بشهدائه وجرحاه، والحزين على بيوته وسكناه، شروطاً يجب الإصغاء إليها، والالتزام بها، وعدم التنازل عنها، أو التفريط فيها، وهي مطالب حقٍ، وشروط شرفٍ، وإلا كانت الحرب مهزلة، والقتال مسرحية، والشعارات مضحكة، والمواقف فبركة، والتضحيات هباء، إذا كان القرار والاتفاق العودة إلى ما كان، وبقاء كل شئٍ على ما كان، والقبول بنعمة الهدوء مقابل الهدوء.
تابع القراءة ..
د. مصطفى يوسف اللداوي

استهداف مخازن الأونروا
استهدفت طائرات العدو الصهيوني في اليوم السادس من عدوانها الغاشم على قطاع غزة، أكبر مخازن غذائية تابعة للأونروا، فحرقت ودمرت أكبر مستودعاتٍ للغذاء والدواء، كانت مخصصة لإغاثة ومساعدة أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني من سكان قطاع غزة، إلا أنها داستها بأقدامها بغير مسؤوليةٍ إنسانية، وبلا أخلاقٍ آدمية، كثورٍ هائجٍ، فاقدٍ لعقله، وفالتٍ من عقاله، لا ترده قوة، ولا يردعه قانونٌ أو نظام.
إذ أغارت طائراتٌ حربية إسرائيلية، على مستودعات الوكالة الدولية، كما قصفتها بقذائف دباباتها المحتشدة على أطراف قطاع غزة الشرقية، الأمر الذي أدى إلى نشوب نارٍ عظيمة في المخازن والمستودعات، فأتت على أغلب محتوياتها، وأفسدت ما تبقى منها.
ولم تتمكن فرق الدفاع المدني الفلسطيني من إطفاء النار المشتعلة، التي اتقدت بقوةٍ شديدة، حيث أن القذائف التي استخدمها العدو كانت من النوع الحارق، الذي يتسبب في حدوث نيران كبيرة، يصعب إطفاؤها أو السيطرة عليها، فضلاً عن عدم قدرة سيارات الدفاع المدني عن الوصول إلى مكان القصف، حيث توجد مستودعات الأونروا على الجانب الشرقي من حدود قطاع غزة، وهي أقرب نقطة إلى مكان تجمع الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي تحيط وتحاصر قطاع غزة، وتتأهب للقيام بعملية برية ضده.
ربما لم تصمت الوكالة الدولية على استهداف مخازنها، ولم تسكت على انتهاك حرمتها، ولكن اعتراضها كان هادئاً وخجولاً، ولم يكن صوتها عالياً مدوياً معترضاً رافضاً، ولم تصدر بحقها بياناتِ إدانة واستنكار، بل اكتفى أحد مسؤوليها بعقد مؤتمرٍ صحفي، استعرض فيه جريمة الاعتداء، وبين حجم الخسائر والأضرار.
هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها جيش الكيان باستهداف مخازنَ ومواقعَ ومدارسَ ومؤسساتٍ تابعة للأونروا في قطاع غزة، فقد سبق له في عدوان 2008-2009 أن قصف وأحرق عامداً وقاصداً مخازن أخرى للوكالة، وأتلف آلاف الأطنان من المواد الغذائية المختلفة، التي كانت مرصودة للمواطن الفلسطيني الفقير والمحاصر في قطاع غزة، كما هاجم المدارس وقتل اللاجئين إليها، كما حدث مع مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا، حيث استهدفت طائراته عشرات العائلات التي لجأت إلى المدرسة التابعة للوكالة الدولية، لاعتقادهم أن الأمم المتحدة قادرة على حماية مقراتها، وأنها تتمتع بحصانةٍ دولية تحميها من أي اعتداء إسرائيلي عليها.
لكن العدو الصهيوني لا يراعي حرمة دولية، ولا يحترم قيمة إنسانية، ولا يقدر الأعراف الأممية، ويعتمد في اعتداءاته على الولايات المتحدة الأمريكية التي تبرر عملياته، وتسكت عنها ولو كانت نتائجها مرة، وآثارها على الشعب والمدنيين قاسية، وهو الذي سبق في العام 1996 إبان عدوان عناقيد الغضب على لبنان، على استهداف المدنيين الآمنين اللبنانيين، من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال، اللاجئين إلى أحد مقار القوات الدولية في قانا، التي هاجمها بقذائفه الجوية والبحرية مخلفاً مئات القتلى.
العدو الصهيوني بات يستهدف الشعب الفلسطيني كله، ويحاربه في بيته ومسكنه، وفي رزقه وطعامه وشرابه، ولا يعنيه أبداً الجهة التي تحميه أو ترعاه، وإلا كيف نفسر اعتياده الدائم على الاعتداء على مقرات الأمم المتحدة، والمؤسسات الدولية الأخرى، وتخريب وإفساد مساعداتها وممتلكاتها، وهي التي تجمع من دافعي الضريبة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وغيرها.
لعل الأمين العام شخصياً، والأمانة العامة للأمم المتحدة مدعوين لإتخاذ موقفٍ واضحٍ وصريحٍ من العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الأهداف المدنية في قطاع غزة، وإبطال ادعاءاته المتكررة بأنه يستهدف المقاومين والمقاتلين، فما قام به ضد مؤسسات الأمم المتحدة، التي تحمل العلم الأممي، وترفع الراية الزرقاء التي يعرفها كل العالم، يدل على أن الكيان الصهيوني يستهدف قتل الشعب الفلسطيني كله، ومعاقبته بأسره، وحرمانه من كل حقوقه، وتجريده من كل مكتسباته، الأمر الذي يوجب وقفة دولية جادة وصريحة، حازمة وقوية ضد ممارسات العدو الغاشمة، لتوقفه عن غيه، وتمنعه من مواصله ظلمه واعتدائه
تابع القراءة ..


حماسٌ والجهاد تنافسٌ وتكامل
"العصف المأكول" و"البنيان المرصوص" اسمان من القرآن الكريم عظيمان، اختارهما الله عز وجل للمعارك، وخص بهما الحروب مع الأعداء، وجعلهما عنواناً للقتال، وشرطاً من شروط النصر، يتجمل بهما المسلمون، ويتحلى بهما المقاتلون والمجاهدون، ويخاف منهما الأعداء والخصوم، وبهما يستبشر العدو بالهزيمة، ويوقن بالاندحار والزوال، كأبرهة الهالك، وأصحاب الفيل الضالين، وأبي جهلٍ المتكبر، وكفار مكة المعاندين.
إنها أجمل صورةٍ ربانيةٍ قرآنيةٍ يرسمها فصيلان قويان من فصائل الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة، فصيلان آمنا بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبرسولهم محمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، وأيقنا بالجهاد طريقاً وسبيلاً، لتحرير فلسطين وتطهير القدس والمسجد الأقصى من دنس اليهود وشؤم الإسرائيليين، وآمنا بالوحدة والتكامل، في وقتٍ يشعر فيه الفلسطينيون أنهم في أمس الحاجة إلى الأخوة والمحبة، والتلاحم والتلاقي، والتعاون والتنسيق، لمواجهة عدوٍ عتلٍ زنيمٍ، باغٍ طاغٍ قاتل، لا يفرق ولا يميز، ولا يهمه إلا القتل والتدمير، والتخريب والتفجير.
إنها أجمل علاقة تجمع بين الفصيلين الإسلاميين الفلسطينيين، حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اللذين استطاعا أن يرسما بالدم أصدق علاقة فلسطينية، وأن ينسجا بالشهداء أجمل ثوبٍ فلسطيني يزدان به الشعب ويفخر، فتنافسا في الجهاد والمقاومة، وتسابقا في قصف الإسرائيليين ورد كيدهم إلى نحرهم، وتعانقت صواريخهم معاً، كقوسِ نارٍ يصنع النصر، ويلهم المقاومين، فوق القدس وتل الربيع، وفي حيفا والخضيرة، وفي مستوطنات الجنوب وفوق عسقلان وأسدود، حتى غدت صواريخهم عناقيد فخرٍ، وقلائد عزٍ، وأكاليل غارٍ، وقصائد مجدٍ، يتيه بها العرب والمسلمون.
إنه سباقُ الفخر وميدان الرجال، وساحة المجد ومعمعان القتال، فيه يتنافس المتنافسون، ويتبارى المحاربون، يجدون الخطى، ويشحذون الهمم، ويسابقون الزمن أميالاً، ويتنافسون على الوصول إلى المدن والبلدات عمقاً، ويتحدون العدو أن يصد هجماتهم جنوباً أو شمالاً، من الأرض أو السماء، وفي الليل أو النهار، فما عاد رجالنا بعد اليوم فراراً، بل غدو كراراً لا يخافون، وفرساناً لا ينامون، أسودٌ على الأرض، وصقورٌ في السماء.
في جنح الليل له كالأشباح يخرجون، من كل مكانٍ وبه يحيطون، يفاجئونه ويصدمون، ينثرون على جنوده ومستوطنيه الموت سماً، وينشرون في صفوفه الخوف رعباً، ويزرعون في قلوبهم جزعاً، تشهد به الملاجئ والكاميرات، وتسجله المحطات والوكالات.
ومن جوف الأرض يصعدون إليه رجالاً وعمالقة، بكامل سلاحهم وبكل عدتهم يخرجون، تنشق عنهم طبقاتها ناراً، بركاناً أو زلزالاً، وسجيلاً أو انفجاراً، تعددت أسماء صواريخهم، واختلفت حمم نيرانهم، من القرآن تُستقى أسماؤها، أو تحمل أسماء الخالدين من رجالها، رنتيسي وياسين وجعبري، ولكنها جميعها للعدو صنعت، ولهزيمته وجدت، ولتحقيق النصر عليه أطلقت.
بقدر فرحة الشعب الفلسطيني بما تحققه فصائله المقاومة، ورجاله المضحون، وبما آلت إليه أوضاعهم، وما أصبحت عليه قوتهم وسلاحهم، وقد تأكد لديهم أنهم قادرون على إيذاء العدو والنيل منه، وصنع معادلاتٍ للصراع جديدة، وفرض شروطٍ للقتال أخرى، تحقق الهيبة، وتردع العدو، وتجبره على الكف عن الاعتداء، والتوقف عن العدوان، فإن العدو حزينٌ لهذه العلاقة التنافسية التكاملية بين الفصائل الفلسطينية، ويسوؤه كثيراً أن تستمر وتكبر، وأن تصبح مثالاً ونموذجاً، يقتدى بهما الآخرون، يسعى لمثلها الباقون، فهذه الوحدة تخيفة، وهذا التعاون يضره ويهزمه.
ولكنها علاقةٌ تسر الصديق، وتسعد الحبيب، وترضى الأهل والقريب والنسيب، فما أجمل أن تسود هذه العلاقة بين كل القوى الفلسطينية، تنافسٌ في قتال العدو، وسباقٌ شريفٌ في ميادين الوغى، كلٌ يقدم أفضل ما عنده، ويبذل غاية ما يستطيع، يتبادلون الأدوار، ويتعاورون السلاح، ويغطون على بعضهم بالنيران، ويستعينون بما لديهم من قدراتٍ لأداء الواجب، تعاوناً وتنسيقاً، وتفاهماً وتوزيعاً، بما يحقق الغاية، ويصل بالمقاومة إلى الهدف، لئلا يكون ارباك أو اضطراب، أو تعطيلٌ وتخريب، وتأخيرٌ وإبطاء، حفظ الله قوانا المقاتلة، ووحد صفوفنا المقاومة، وسدد رمينا، وحقق في العدو هدفنا، وجعله بأيدينا كالعصف المأكول.
الأحد 14:40 الموافق 13/7/ 2014 (اليوم السابع للعدوان)
تابع القراءة ..


وعودٌ صادقةٌ ومفاجئاتٌ صادمةٌ
لا يكاد يستفيق العدو الصهيوني من هول المفاجأة الأولى، حتى تصدمه مفاجئةٌ جديدة، أقوى من سابقتها وأخطر، وأبعد هدفاً وأعمق أثراً، تربك تفكيره وتصيبه بالذهول، وتخرجه عن طوره، فيبدو عصبياً كالمجنون، وتائهاً كالمخبول، ويتخبط كالمسطول، يترنح فلا يكاد يقف حتى يقع، يتحسس كل مكان مضطرباً خائفاً لا يعرف من أين تأتيه الضربات، ولا كيف تصيبه، ومن الذي يستهدفه وكيف يباغته ويصل إليه، رغم الصعوبات والعقبات، والطائرات والمجسات، وبالونات التجسس ومناطيد المراقبة، وأعمال التصوير ومساعي المراقبة.
إلا أن المقاومة تعده بالجديد وتفي بوعدها، وتهدده بالمزيد وتنفذ تهديدها، وتنبهه إلى القادم وتدعوه للاستعداد والتهيؤ، واليقظة والانتباه، ولكنها تنفذ إليه، وتمرق من كيانه بنجاحٍ كما يمرق السهم من الرمية، بينما وسائل الإعلام ترقب الأحداث وكأنها تتوقع حدثاً كونياً جديداً، فتنصب كاميراتها، وتجهز معداتها، وتتجه نحو السماء، تنتظر الحدث الجديد، وكأنه كوكبٌ سيظهر، أو حادثة كونية ستقع.
مفاجئاتٌ صادمة، ووعودٌ صادقة، تصنعها المقاومة، وتفي بها سواعدها الرامية، ورجالها الشم الرواس، الصيد الأباة، فتجبره لهولها على التفكير ومراجعة حساباته، وتفقد قدراته، والتأكد من احتياطاته، ومعرفة جاهزية دفاعاته.
ولكنه يائيس محبطٌ، خائفٌ وجل، فعلى الرغم من قدراته الكبيرة فإن المقامة تنال منه، وتهزأ به، وتتهكم عليه، ورغم أسلحته الفتاكة المدمرة فإن المقاومة لا تخافه ولا تأبه به، وتتحداه وتصل إليه، بينما آلته الدفاعية المتطورة أصبحت عمياء، وقبته الفولاذية أصابها العطب، وسماؤه المغلقة قد ثقبت، وجدرانه الصماء قد تصدعت، وجبهته الداخلية تمزقت وتفسخت، ولم يعد عنده دفاعاتٌ واثقة، ولا استعدادات موثوقة، ولا روح معنوية عالية، ولا ثقة شعبية به واثقة.
العدو الصهيوني بات متأكداً من أن المقاومة الفلسطينية قد شبت عن الطوق، وأنها باتت أقوى مما يتصور، وأكبر مما يتخيل، وأن ما عندها من قدراتٍ أكثر مما يتوقع، وأنها تمتلك سلسلة من المفاجئات المذهلة، التي تدل على تطور قدراتها، ونجاح مخططاتها، وخبرة صناعها، وتصميم رجالها، وبصيرة خطواتها، وحكمة قراراتها، وأنها تمضي وفق خططٍ مدروسة، وبرامج معدة، وخطواتٍ متدرجة، واثقة ومطمئنة، لا تضطرب ولا تتعثر، وأن الأهداف لديها واضحة، والمسارات معلومة، والخطط مرسومة، ولكن كل شئ عندها بقدرٍ وميعاد، لا يخلفونه ولا يخلون به.
العدو أصبح يدرك أن إعلام المقاومة أقوى من إعلامه، وأنه أسبق منه وأجرأ، وأكثر ثقةً وأصدق، وأنه يعتمد في عمله على منهجية حقيقية، وخططٍ واقعية، لا كذب فيها ولا تهويل، ولا إدعاء فيها ولا تزوير، إنما هي حقائق يقدمها لشعبه وعدوه، مدعومة بالصور والوثائق، ومؤكدة بالأرقام والبيانات، وموثقة بالشهادات والاعترافات، وفيها قرائن وشواهد، وبيناتٌ وحقائق، لا يقوى العدو على نكرانها، ولا يستطيع إخفاءها، كما لا يقدر على تجاهلها وإهمالها.
لم يعد العدو الصهيوني يعتمد على قدراته وإمكانياته الذاتية في الحصول على المعلومات والبيانات، ومعرفة النتائج والاحصائيات، والتأكد من الأخبار وحقيقة الآثار، فبات يترقب البيانات العسكرية لفصائل المقاومة، وينتظر ظهور الناطقين الرسميين باسم المقاومة، الذين يتحدثون باسمها، ويعبرون عن حقيقتها، ويكشفون للعدو عن بعض خططهم، وحقيقة نواياهم، في تحدٍ جرئ، ومواجهة رجولية، وجدية في الخطوة، وصدقية في الوعد، وصرامةٍ في التنفيذ والأداء، عز أن يقوم بمثلها العدو.
ليس أمام العدو الإسرائيلي سوى أن يصدق المقاومة، وأن يأخذ كلامها على محمل الجد، فلا يستخف بها، ولا يقلل من قدراتها، ولا يكذب وعودها، ولا يدعي الانتصار عليها، وتدمير مقدراتها، فهو يعرف أن المقاومة أكثر صدقاً منه، فهي إن قالت صدقت، وإن وعدت نفذت، والشواهد على ذلك كثيرةً.
فقد هددت بقصف تل الربيع وشمالها، فصدقت وعدها وقصفت، ووعدت بمفاجئاتٍ على الأرض وكان لها ما أرادت، فصدت إنزالاً بحرياً، واقتحمت قواعد عسكرية، ووعدت بمفاجئاتٍ جديدة، فسبقتها طائراتٌ بلا طيار، اخترقت الأجواء، واجتازت الحدود، وتخطت الرادارات وأجهزة الرقابة ووصلت إلى عمق الكيان، وما زالت المقاومة تعد بالجديد والمزيد، وعلى العدو أن يرتقب ويصطبر، وأن يعد ويحصي.
المقاومة الفلسطينية قالت له بأنها لن تنكسر أمام آلته العسكرية، ولن تضعف أمام إجراءاته القمعية، وأنها ستنتصر عليه، وستفشل مخططاته، وستجبره على التراجع والنكول والنكوص، وستجعل منه أمثولةً وحكاية، وقصة ورواية، يرويها سلفهم لخلفهم ليتعلموا ويتعظوا، ويندموا ويتوبوا، ويأخذوا منها الدرس والعبرة
تابع القراءة ..
د. مصطفى يوسف اللداوي


سياسة استهداف المدنيين
إنها آلة القصف الهمجية الإسرائيلية التي لا ترحم، ومنهجية القتل الصهيونية الحاقدة التي لا تفرق ولا تميز، وقادة التطرف ورموز التشدد العنصري البغيض، الذين يتبنون عمداً سياسات هدم البيوت والمنازل، واستهداف الآمنين والمدنيين، وتعمد قتل العائلات بأكملها، وقصف البيوت وتدميرها على ساكنيها، واختيار أوقات القصف بخبثٍ ومكر، ولؤمٍ وحقد واعوجاج نفس.
إذ يتعمدون قصف المصلين في المساجد، أثناء تجمعهم لأداء الصلاة أو خلالها، أو عند الانتهاء منها وخروجهم من المساجد، حيث يختارون أوقات الذروة في التجمع والحشد، كصلاة الجمعة، وأثناء صلاة التراويح بعد العشاء، حيث يكثر المصلون، ويجتمع في المساجد الآباء والأبناء، والرجال والنساء، والكبار والصغار، إلا أن العدو يباغتهم وهم في بيوت الله، يذكرون الله ويمجدونه، ولا يشكلون خطراً عليه، ولا يحملون في مساجدهم سلاحاً ضده، ولكنه الخبث اليهودي، والحقد الصهيوني، واللؤم الإسرائيلي، الذي يكره العرب والمسلمين، ويحقد على الفلسطينيين ولا يحب لهم الخير، فهي طبيعتهم النكدة، وجبلتهم العفنة، ونفوسهم المريضة، وأخلاقهم الخبيثة.
يبحث العدو الصهيوني بكل خبثٍ ومكرٍ عن التجمعات الشعبية الفلسطينية، ويختار الأوقات التي يكونون فيها في حالة استرخاء واستجمام، فلا يتوقعون قصفاً ولا غارة، ولا اعتداء ولا عدوان، ويظنون أنه لا يوجد خطر يحدق بهم، ولا مصير مجهول يتعقبهم، ولكن بخبثه يباغتهم، لا في المساجد فحسب، بل يقصف المدنيين في المقاهي والاستراحات، بينما هم يتجمعون أمام شاشات التلفاز، يتابعون المونديال، ويشاهدون مباريات كرة القدم، وهم في حالٍ من الشد والتوتر والهياج، والمتابعة والتشجيع، فيقصفهم بصواريخه، ويوقع بينهم خسائر كبيرة، يسقط فيها عشرات الشهداء والجرحى.
إنها سياسة العدو الصهيوني الخبيثة الماكرة، التي اعتاد عليها فلا يغيرها، والتي دأب عليها وما زال، فقد اعتاد على مهاجمة المدارس والمؤسسات، التي تؤوي المئات من المدنيين، ممن تركوا بيوتهم مخافة القصف، إلا أنه يلاحقهم ويستهدفهم بطائراته وصواريخه، رغم علمه أنهم مدنيون قد لجأوا إلى مدارس الأونروا، ومقرات الأمم المتحدة، هرباً من القصف، وبحثاً عن الأمان، وتجنباً لسقوط القذائف عليهم، إلا أن العدو الصهيوني يأبى إلا أن يلاحقهم بحقد، وأن يقصفهم بمكر، وأن ينال منهم بخبث.
وهو فعلٌ يأتيه دائماً، ويكرره كثيراً، فقد استهدف مدارس في غزة، أشهرها مدرسة الفاخورة، وأوقع بين اللاجئين إليها عشرات الشهداء والجرحى، كما استهدف مقراتٍ دولية أخرى، ومؤسساتٍ أممية كثيرة، فقتل الكثير ممن لجأوا إليها، واحتموا فيها، بينما يقف العالم أمام جرائمهم صامتاً ساكتاً، حائراً أبكماً، لا ينتقد ولا يعلق، ولا يشجب ولا يستنكر، بل إنه يدين الضحية أحياناً، ويتهمهم بأنهم قد عرضوا حياة العدو للخطر، فجاز قصفهم، واستهداف مقراتهم.
لعل أكثر ما ميز العدوان الإسرائيلي الأخير، استهدافهم الشديد المكثف والمتعمد للبيوت السكنية، حيث قصف العدو الصهيوني أكثر من ثلاثمائة وخمسين بيتاً، ودمرها تدميراً كاملاً، فضلاً عن مئات البيوت الأخرى القريبة من البيوت المستهدفة، والتي تضررت كثيراً، وأصبح الكثير منها غير مهيأ للإقامة فيه، نتيجة تصدع جدرانه، واهتزاز أركانه، الأمر الذي أدى إلى نزوح سكانه وانتقالهم إلى أماكن يظنون أنها أكثر أمناً.
إلا أن العدو الصهيوني يكذب عندما يدعي أنه يطلق صواريخ تحذيرية على البيوت المستهدفة، ليمكن سكانها من مغادرتها قبل قصفها كلياً، فهو غالباً لا يطلق صواريخ تحذيرية، بل يباغت البيوت بالقصف بينما سكانها فيها، في وقت الإفطار أو أثناء السحور، أو في أوقات الفجر أو في جوف الليل، حيث يفترض أن يكون سكان البيوت فيها، الأمر الذي من شأنه أن يسقط عشرات الشهداء، يكون أغلبهم من نفس العائلة، الوالد والوالدة والأولاد والأحفاد وغيرهم، أما إن أطلق صواريخ تحذيرية فإنه يتبعها بعد أقل من دقيقةٍ بقصفٍ مدمرٍ عنيف، تقتل سكان البيوت قبل خروجهم، أو أثناء تدافعهم للخروج.
كما أن العدو الصهيوني يتعمد قصف البيوت والمنازل أكثر من مرة، ويستخدم في قصفه كمياتٍ ضخمة من المتفجرات، ويعتمد القوة المفرطة، والأسلحة المحرمة دولياً، فيحدث دماراً شديداً، كما يتسبب في تمزيق أجساد الشهداء، وبعثرة أشلائهم، حيث يصعب أحياناً جمع بقاياهم، وتجميع أجسادهم، أو التعرف على هوياتهم، إلا من بقايا ثيابهم وما يلبسون.
بلغ عدد شهداء قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي البغيض في يومه الثامن 180 شهيداً، وأكثر من 1400 جريحاً، جراح الكثير منهم خطرة، وحالة أغلبهم حرجة، في ظل الحصار، ونقص الدواء، وانقطاع الكهرباء، وتوقف الخدمات الطبية، وتواصل القصف، وتعذر حركة وانتقال الأطباء والمسعفين، حيث يتعمد جيش العدو استهداف المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف، علماً أن أغلب الشهداء والجرحى هم من النساء والطفال والشيوخ والمدنيين، في الوقت الذي لم ينجح فيه العدو الصهيوني في الوصول إلى قيادة المقاومة ورجالها، الذين استطاعوا أن يواجهوا العدو من مكامنهم، وأن ينالوا منه انطلاقاً من مواقعهم.
الثلاثاء 1:30 الموافق 15/7/2014 ( اليوم التاسع على العدوان)
تابع القراءة ..

Receive all updates via Facebook. Just Click the Like Button Below...

Powered By 4we-eb

اعلان

إنضم إلينا

yllix

ad

'إضغط على زر أعجبني لتتخطى هده الرسالة