اخر المواضيع

yllix

bidvertiser

ad

احـــــــــــلامنا



د. مصطفى يوسف اللداوي
غزة تحت النار (25)
براءة أطفال فلسطين لا تشفع
كأن بين الإسرائيليين وأطفال فلسطين ثأرٌ قديم، وحسابٌ متراكمٌ عبر السنين، يصرون على تصفيته بكلِ دمويةٍ وهمجية، ودون رحمةٍ ولا رأفة، وقد منح قانونهم الجائر، حق الثأر والانتقام، وتحصيل الحق المدعى، ورد العدوان المفترى، وصد الخطر المتوقع، للجنود والمستوطنين وعامة المواطنين على السواء، فهو حقٌ يكفله القانون لهم، وتحميهم التشريعات من نتائجه.
فأصبح من حق جنود الاحتلال أن يطلقوا النار بكل بساطةٍ ويسرٍ على أي طفلٍ فلسطيني، دون خوفٍ من مساءلة أو محاسبة، فالقانون معهم وإلى صفهم، ينصفهم ولا يظلمهم، ويبرؤهم ولا يدينهم، بل يحاسبهم إن قصروا، ويعاقبهم إن هم تأخروا عن استخدام القوة والعنف، ضد أي هدفٍ يرون أنه يهدد سلامتهم، ويعرض حياتهم وغيرهم للخطر.
القانون الإسرائيلي أعطى الحق للمستوطنين الإسرائيليين أن يرضخوا رؤوس الأطفال الفلسطينيين بالحجارة، وأن يطلقوا النار عليهم من سياراتهم المارة، وأن يدوسوهم بعجلات سياراتهم المسرعة، وأن يعيدوا الكرة عليهم دهساً من جديدٍ مراتٍ عدة، لضمان قتلهم، والتأكد من موتهم، ولو كان ذلك بتسجيل وتوثيق الإعلاميين، وفي حضرة كاميرات الصحافيين.
وسمح لهم قانونهم الباغي أن يطلقوا النار عليهم إن شعروا بالخطر، وألا يفرقوا أبداً بين طفلٍ صغيرٍ وآخر رضيع، ولعل رجال دينهم وحاخاماتهم، يمارسون القتل بأنفسهم، ويحرضون غيرهم على فعله، ويرون في اعتداءاتهم على الأطفال مفخرة، وأن أفعالهم ضدهم ليست منكرة، ولا هي مستنكرة، ولعل حادثة قتل الحاخام موشيه ليفنغر لطفلٍ فلسطيني، خير شاهدٍ على هذه العقلية الإجرامية اليهودية البشعة. 
إنه القانون الذي سمح للمستوطنين بخطف الأطفال الفلسطينيين من أمام منازلهم، أو أثناء العودة من مدارسهم، وغض الطرف عن إيذائهم وتكسير أطرافهم، وتهشيم عظامهم، قبل أن يأذن لآخرين بأن يسكبوا البنزين في جوف فتىً ويشعلون به النار حياً، وينطلق غيرهم نحو طفلٍ آخر ليعيدوا التجربة، ويكرروا الجريمة، لأنهم يعلمون يقيناً أن القانون لن يجرمهم، والمحاكم لن تدينهم، ولن تحكم عليهم، وإن أدانتهم وقضت بحبسهم، فإن قوانين الرحمة، ومحاولات الاستعطاف والتوسل، ومشاريع العفو والإفراج المبكر، كفيلة بإطلاق سراحهم، أو تخفيف أحكامهم، أو تمكينهم من الاستفادة والاستمتاع من قوانين السجون المدنية.
إنه ذات القانون العسكري الصهيوني الذي قتل محمد الدرة وهو بين يدي والده يستغيث ويصرخ، ويحاول الاحتماء بصدر أبيه العاري، إلا أنهم قتلوه أمام عدسات الكاميرات، وعلى مرأى ومسمعٍ من العالم كله، رغم أنه كان في حالة ضعفٍ واستغاثة.
وهو القانون الذي استهدف بقذائف الدبابات الطفل الفارس فارس عودة، والرضيعة إيمان حجو وفرح الحلو، وهو الذي استهدف ببوارجه الحربية الأطفال الأربعة الذين كانوا يلهون على شاطئ غزة، ليتبعهم بثلاثةٍ آخرين كانوا يقفون على سطح منزلهم، وهم الذين قتلوا في حربٍ سابقة على شاطئ البحر أيضاً، سبعةً من أسرة الطفلة هدى غالية أمام عينيها.
إنهم اليهود أنفسهم الذين كانوا في التاريخ، وعاشوا في الأزمنة الغابرة، فكما كانوا يكرهون أطفال غير اليهود ويقتلونهم، ويصفون دمهم في أوعيةٍ ويشربونه، فإنهم ما زالوا حتى اليوم على نفس الطبيعة، وذات الجبلة العفنة، والنفوس المريضة، والحقد المتأصل، والخبث المتجذر، لم يغيروا شيئاً من سلوكهم، ولم يبدلوا طباعهم الشاذة، بل ازدادوا بطشاً وحقاً، وأصبحت آلة القتل عندهم أكثر قسوةً ومضاء، وأكثر عنفاً وإيغالاً، فلا يتأخرون عن قتل الأطفال وغيرهم، ولا يمتنعون عن الإساءة إليهم، وإلحاق الضرر بهم.
لا أدري كيف يصنف قادة العدو الإسرائيلي جيش كيانهم بأنه الجيش الأكثر أخلاقيةً في العالم، وأن جنوده متحضرين وإنسانيين، وأنهم يتمتعون بمناقبية عسكرية عالية، تمنعهم من قتل الأطفال والشيوخ، والإجهاز على المرضى والأسرى، ومهاجمة المدنيين والآمنين، وتحول دون استخدامهم للمدنيين دروعاً بشرية، ومتاريس لصد الهجوم ورد الاعتداء.
بينما الحقيقة التي لا يمكن إغفالها أو إنكارها، أن جيش العدو يفتقر إلى أبسط القيم العسكرية، وتعوزه أخلاق المحاربين الشرفاء، فجنوده المدججون بكل أنواع السلاح، والذين يحملون أعتى الآلات الحربية، لا يتوانون عن قتلٍ طفلٍ صغير، ولا آخر رضيع، ولا يترددون عن قتل امرأةٍ حامل، أو اجهاضها وقتل جنينها، وقد أزهقوا بغازاتهم السامة، وقنابلهم الدخانية، أنفاس عشرات النساء الحوامل، وقتلوا خنقاً مئات الأجنة في أرحامهن، وتسببوا بموت عشرات الأطفال على حواجزهم الأمنية.
 إنه العدو الصهيوني البغيض، تاريخه القبيح مع شعبنا يشهد على الكثير من الصفحات السوداء، والجرائم المريرة التي ارتكبها بحق أطفال فلسطين وصغارها، واليوم تشير الاحصائيات الأخيرة، أنه قتل في عدوانه الأخير على قطاع غزة، خلال عشرة أيام أكثر من ستين طفلاً، وجرح وأصاب بجراحٍ مختلفة ما يزيد عن ستمائة طفلٍ وطفلة، وما زالت آلته الحربية تقتل وتدمر.
لا شئ يشفع عند الإسرائيليين، ولا خير يرتجى منهم، وتكرار التجربة معهم ليست إلا مزيداً من السفه والغباء، وقلة الوعي وضحالة الخبرة فيهم، فبراءة الأطفال لا تمنعهم من القتل، وطهر قلوبهم لا يردعهم عن الإجرام، ونقاء نفوسهم لا يحرضهم إلا على قتلهم واغتيال طفولتهم البريئة، والدوس بأقدامهم الثقيلة على زهرات الحياة الغضة الطاهرة البريئة.
تابع القراءة ..



د. مصطفى يوسف اللداوي
غزة تحت النار (24)
إسرائيل والهدنة الإنسانية
الهدنة الإنسانية هي آخر شئ ممكن أن يتصوره الفلسطينيون من العدو الإسرائيلي، فهذا عدوٌ لا يعرف الرحمة ولا يؤمن بالإنسانية، ولا تسكنه المودة، ولا يعيش في ذهنه الخير، ولا يتوقع منه الآخرون سلاماً أو أماناً، ولا ينتظرون منه وفاءً أو احتراماً، إنه قاتلٌ أبداً، ومجرمٌ دوماً، لا يتوقف عن القتل والإجرام إلا ليستأنفه من جديد، أو ليبحث عن هدفٍ آخر وضحيةٍ أخرى.
العدو الإسرائيلي يقتل بدمٍ بارد، ولا يؤنبه ضميره إن قتل، ولا يشعر بندمٍ أو بحزنٍ إن هو سفك الدماء، وارتكب المجازر، وأثخن الجراح، وهو يشعر بمتعة قتل العرب، ويرى في قتلهم رفعة بين قومه، ورضاً لربه، وسعادةً لأمه، التي يبش وجهها إن عاد إليها ابنها المجند يبشرها أنه قتل عربياً، وسعادتها ستكون أكبر لو أنه قتل أكثر، ولا يهمها من قتل، وإن كان يسعدها أن يكون قربانه طفلاً أو صبياً صغيراً، فقتل الأطفال عندهم متعة وعبادة، وسلوكٌ وعادة، وتقليدٌ واتباع.
الإسرائيليون لا يقبلون بالهدنة الإنسانية، أو بوقف إطلاق النار المؤقت إلا لأحد سببين، ليس منها أبداً أنه إنساني، ويحترم القوانين والأعراف، وأنه يستجيب للمبادرات الدولية، وجهود الوساطة الإقليمية، وأنه يقدر حاجات المواطنين والسكان، وأنه يحاول أن يوقف إطلاق النار ليمكنهم من شراء حاجاتهم، وتوفير ضروريات العيش في ظل المعارك والقتال، خوفاً عليهم من المجاعة والحاجة، أو حرصاً على الأطفال الرضع والنساء الحوامل، والمرضى والمسنين، وكل من هم بحاجةٍ إلى رعاية ومعاملةٍ خاصة.
إنهم لا يقبلون بالهدنة أو بالتهدئة إلا إذا شعروا أنهم بحاجةٍ لها، وأن مصالحهم قد تضررت، وأن سمعتهم قد ساءت، وأن حياة مواطنيهم أصبحت في خطر، وأن الأمر بات يتطلب وقفاً لإطلاق النار لوقف الخسائر، وتجنب المزالق، وترميم الأضرار، ورتق الخرق إن اتسع عليهم، ولم يعد عندهم قدرة على تحمله، خاصة إذا تعذر عليهم هزيمة الخصم، وكسر إرادته، وإملاء شروطهم عليه، وإكراهه على القبول بها، والنزول عندها، تحقيقاً للنصر الذي يدعيه، أو خوفاً من أن تنقلب الأمور عليه، فيحقق الخصم عليه نصراً، ويوقع به هزيمة، ويجبره على التراجع عن شروطه، والتنازل عن أهدافه التي وضعها لعدوانه.
في هذه الحالة يلجأ العدو إلى الوسطاء، ويحرك الحلفاء، ويطلب منهم العمل على فرض هدنة، أو طرح مبادرة، لإنقاذه من الخطر، وإخراجه من أزمته، ووضعِ حدٍ للخسارة التي مني بها، وهو يقبل بها وإن بدا أمام الخصم والآخرين أنه رافضٌ لها، وغير راضٍ عنها، إلا أنه في النهاية يوافق عليها، ويلتزم بها، خاصةً أنه غالباً الذي يضع شروطها، ويحدد بنودها، أو يكون شريكاً في صياغتها، وحاضراً عن اقتراحها.
أما السبب الثاني الذي يدفع بالعدو للقبول بالتهدئة، والموافقة على الهدنة الإنسانية المؤقتة، فهو حاجته إلى أهدافٍ جديدة، فنجده يلجأ إليها عندما ينضب بنك الأهداف عنده، ويعجز عن الوصول إلى أهدافٍ حقيقية موجعة في صفوف الخصم، في ظل حالة الحذر الشديدة والحيطة العالية التي يلتزم بها المقاومون، إذ يغيب المطلوبون والنشطاء عن الأنظار، ويمتنعون عن استخدام الهواتف ووسائل الاتصال، في الوقت الذي يحسنون فيه إخفاء وتمويه مقراتهم ومستودعات السلاح، ومخازن الصواريخ، وغير ذلك من الأهداف الحقيقية التي يعمى العدو عن الوصول إليها في ظل استمرار المعارك.
يطمع العدو الإسرائيلي في ظل الهدنة، ووقف إطلاق النار، أن يتخلى المقاومون عن بعض سلوكهم الأمني، وحذرهم الشديد، فيخرجون من مكامنهم، ويظهرون أمام العامة، أو يقومون ببعض الأنشطة، أو يتفقدون بيوتهم ويزورون أسرهم، الأمر الذي يمكن العدو من متابعة وتحديد أماكنهم، تمهيداً لاستهدافهم وقتلهم، وقد نجح العدو الإسرائيلي للأسف في الوصول إلى بعض القادة السياسيين والعسكريين خلال الهدنة، أو بعدها بقليل، وهو ما كان يصعب عليه تحقيقه في ظل استمرار القتال.
لا يتورع العدو الصهيوني أن يستهدف أحداً خلال الهدنة، أو أن يقصف هدفاً، إن أتيحت له الفرصة، فهو ليس محترماً ولا شريفاً، ولا يلتزم بهدنة ولا يضبطه إتفاق، ولكنه صيادٌ ماكرٌ خبيثٌ مخادع، يختلق الوسائل والسبل، ليتمكن من استدراج فريسته، أو تطمين ضحيته، ثم يغير عليها في وقتٍ يشعر فيه المقاومون بالأمان والطمأنينة، ولا يتوقعون أن يخترق العدو الهدنة لاقتناص صيدٍ أو ضرب هدف، ولكن التاريخ أثبت لنا أن العدو الصهيوني يستغل الهدنة في الرصد والمتابعة، وجمع المعلومات وتعقب الأشخاص، أي أنه لا يلجأ إليها إلا خدمةً لأهدافه، وتحقيقاً لمصالحه.
ينبغي على المقاومة أن تأخذ حذرها، وأن تنتبه إلى عدوها، وألا تنساق وراءه، وألا تستجيب إلى شروطه أو رغباته، وألا تنطلي عليها خدعه ومكره، إذ لا أمان له، ولا صدق عنده، وهو لا يرقب فينا إلاً ولا ذمة، ولا يحفظ لنا عهداً ولا وداً.
تابع القراءة ..


فشل جديد للبرلمان العراقي… ومظاهر تمرد على المالكي في التحالف وتسجيل جديد منسوب لعزت الدوري يتعهد «تحرير باقي المحافظات»

مصطفى العبيدي

بغداد ـ «القدس العربي»: مرة ثانية أخفق مجلس النواب في جلسته الثانية في انتخاب رئيس للمجلس ونائبيه بسبب غياب التوافق بين القوى السياسية ولغياب معظم النواب الكرد.
ورفع رئيس السن في مجلس النواب مهدي الحافظ الجلسة الصباحية الى الساعة الواحدة بعد الظهر لاتاحة الفرصة للنواب الكرد للحضور ثم تم تأجيل الجلسة الى الثلاثاء المقبل، بعد ان بدأت بحضور 233 نائبا، وبغياب عدد من النواب الكرد ممن علقوا في مطار اربيل، لتعذر استقبال الرحلات الجوية في مطار بغداد لـ «سوء الحالة الجوية». كما جرى التأجيل لغياب التوافق على المناصب الثلاث الرئيسية.
وكان نوري المالكي ضمن النواب الحاضرين في مجلس النواب، وشارك في اجتماع للتحالف الوطني فشل مرة آخرى في الاتفاق على تسمية مرشح التحالف لمنصب رئيس الوزراء.
كما أعلن التحالف الكردستاني عن توصله الى تحديد مرشحه الى رئاسة الجمهورية ونائب رئيس مجلس النواب وخول رئيس الاقليم مسعود البرزاني الاعلان عنه بعد انتهاء التحالف الوطني الشيعي من الاتفاق على مرشحه لمنصب رئيس الوزراء، وهو مالم يتم حتى الآن.
وسبق أن أكد زعيم حزب المؤتمر العراقي احمد الجلبي، أمس الأول، أن تمسك دولة القانون بمرشح واحد سيدفع الائتلاف العراقي لتشكيل تحالف جديد خلال الساعات المقبلة، بعد أن توجب تقديم شخصية ذات مقبولية واسعة.
وقال إن «استمرار تمسك أعضاء في دولة القانون بمرشح واحد سيدفع الائتلاف العراقي الى تشكيل تحالف جديد من الفضاء الوطني خلال الساعات المقبلة بعد أن توجب تقديم شخصية ذات مقبولية واسعة». كما أعلن رئيس كتلة المواطن باقر جبر أن المالكي ما دام مصرا على الترشيح للمرة الثالثة فلا يوجد حل للأزمة.
وكان رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) نيكولاي ملادينوف، قد حذر أعضاء مجلس النواب من الإخفاق بانتخاب حكومة جديدة. داعيا جميع أعضاء مجلس النواب إلى «حضور الجلسة المقبلة لمجلس النواب التي عقدت يوم أمس الاحد». وفيما أكد ان الفشل بانتخابات الرئاسات الثلاث «سيدخل البلد في فوضى»، محملا القادة السياسيين مسؤولية الاخفاق في حال عدم توصلهم إلى حل.
وأضاف ان «العراق بحاجة لفريق يمكنه من توحيد الشعب، ولا ويوجد وقت لتبادل الاتهامات، الوقت الآن هو للمضي قدما وتحقيق التسوية لمصلحة الشعب العراقي».
تسجيل الدوري
ومن ناحية أخرى وفي خطاب صوتي بمناسبة ذكرى ثورة 17 تموز/ يوليو 1968 بثته عدة وسائل اعلام «هنأ مسؤول حزب البعث في العراق عزة الدوري العراقيين بمناسبة تحرير محافظتي نينوى وصلاح الدين متوعدا بتحرير باقي محافظات العراق تباعاً ومهنئا بذكر ثورة 17 تموز/ يوليو وحيا بشكل خاص بعض التنظيمات المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية ومنها رجال «الدولة الاسلامية» وكتائب ثورة العشرين ورجال الطريقة النقشبندية وانصار السنة والجيش الاسلامي وجيش المجاهدين».
واضاف ان حزب البعث قدم اكثر من 160 الف شهيد وما يمر يوم الا وفيه شهيد دون أن يذكر في خطابه ما أشيع عن مقتل ولديه أحمد وأبراهيم في المعارك مؤخرا.
وأكد الدوري» أن العراق يتعرض لغزو ايراني وإن امريكا قدمت العراق لقمة سائغة لايران، وأن ايران هي من تسيطر على العراق».
وقال ان ابناء العراق في الجنوب والوسط والفرات الاوسط هم من ركع الخمينيين وقاتلوهم في الحرب العراقية الايرانية، طالبا من قادة الحركات الاسلامية السمو فوق الخلافات الطائفية وعدم ذكرها . وطالب «بالعفو عن كل من وصفه»أنه زلت قدماه» وتعاون مع الاحتلال أو حكومة نوري المالكي وان يلتحقوا بالثوار ليشاركوا بتحرير بغداد التي باتت قاب قوسين أو دنى، وقال ان هدف تحرير العراق يسموا على كل الخلافات فيما بيننا لان الخلاف هو العدو الاكبر للثوار».
وفسر المراقبون خطاب الدوري أنه يشير الى تحالف جميع القوى والتنظيمات المعارضة للعملية السياسية في العراق على تجاوز خلافاتها والتركيز على هدف اسقاط العملية السياسية.
تطورات امنية
وعن تطورات الوضع الأمني ذكرت وكالة الاستقلال العراقية أن معارك شرسة تجري الآن في عدة مناطق من ديالى استخدمت فيها شتى انواع الاسلحة بين المسلحين وفي طليعتهم جيش المجاهدين وانصار الاسلام وبين قوات الجيش والشرطة وفيلق بدر وكتائب حزب الله العراقي وعصائب الخزعلي بمحيط شهربان بمحافظة ديالى.
كما تجري الآن معارك ضارية في منطقة الجلام على اطراف سامراء بعد انسحاب الجيش وجيش المهدي ولواء ابي الفضل العباس وقوات ايرانية متجحفلة معها مع جهاديي السيستاني من العوينات الى سامراء.
ودفع جيش المالكي بقوة لدخول تكريت من جهة المدخل الجنوبي باتجاه العوجة قبل ساعتين في محاولة لاختراق دفاعات الثوار لينتهي الحال بفشل المحاولة امام صمود الثوار، حسب المصدر.
وأشارت الوكالة أيضا الى أن الثوار تمكنوا من تحرير مدينة بروانة بقضاء حديثة غربي الانبار.
كما أعلن مستشفى سامراء أنه تسلم جثتي ايرانيين كانا يقاتلان في تكريت.
وذكرت ادارة المستشفى أن الايرانيين الذين كانا يرتديان ملابس عسكرية قتلا بنيران قناصين أثناء مشاركتهما في المعارك الدائرة بالقرب من مدينة تكريت مركز صلاح الدين.
وذكرت قناة الشرقية أن منطقة سامراء في محافظة صلاح الدين وما حولها تشهد حركة نزوح واسعة لسكانها بسبب توقع هجوم كبير يقوم به المسلحون للسيطرة على مدينة سامراء.
وذكر شهود للقناة أن المسلحين طلبوا من سكان المناطق القريبة من سامراء ترك بيوتهم والابتعاد عن المنطقة لقرب وقوع معارك عنيفة في سامراء للسيطرة عليها وانتزاعها من يد القوات الحكومية والمليشيات المتعاونة معها. وتعتبر سامراء مركزا لقيادة القوات الحكومية وموقعا دينيا حيويا للشيعة يعتبر سقوطها نكسة خطيرة للوضع الأمني في العراق.
اجتماع الجامعة العربية
وسياسيا أكدت جامعة الدول العربية أن العراق سيشارك في اجتماع طاريء لوزراء الخارجية العرب من المقرر عقده اليوم الاثنين لمناقشة تطورات الاوضاع بقطاع غزة.
وأشار بيان جامعة الدول العربية إلى أن «العراق سيشارك بوفد رسمي برئاسة وزير الخارجية وكالة حسين الشهرستاني في اجتماع وزراء الخارجية العرب الطاريء الاثنين المقبل لبحث التطورات الجارية في قطاع غزة».
وأضاف البيان أن «الدعوة إلى الاجتماع جاءت بعد فشل مجلس الامن الدولي بالتوصل الى قرار بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع».
تابع القراءة ..
د. مصطفى يوسف اللداوي



جاءت المبادرة المصرية لفرض هدنة بين العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، ولوقف كافة الأعمال العدائية التي يقوم بها العدو ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي قتل وجرح مئات المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني، ودمر بيوتهم ومساكنهم ومساجدهم ومؤسساتهم، لتنقلب على الفلسطينيين، وتحقق ما يصبو إليه العدو الصهيوني، وما كان يحلم به طوال حياته، وما كان يسعى لتحقيقه خلال الحروب السابقة كلها، التي فشل خلالها في تحقيق أيٍ من أهدافه، بدليل تكرار عدوانه على قطاع غزة لأكثر من مرة، وفي كل عدوانٍ كان يعلن عن نفس الأهداف، التي لم يتحقق له منها شئ حتى اليوم، بل إن الحروب المتكررة والحصار المشدد الذي فرضه على قطاع غزة، قد خلق واقعاً مختلفاً، وعقد الأهداف الإسرائيلية، وضاعف من قدرات المقاومة، وجعل تدميرها أو السيطرة عليها ضرباً من المستحيل، أو شيئاً من الخيال.
المبادرة المصرية التي لم تقدم إلى القوى الفلسطينية، ولم تطرح عليها رسمياً، ولم تستشر فيها، وإنما سمعت بها عبر وسائل الإعلام، ومن خلال الردود الإسرائيلية عليها، بينما لم تقم الحكومة المصرية بطرحها رسمياً على الفصائل الفلسطينية، كما لم تلتق أياً منها، ولم تدعُ أحداً من مسؤوليها للتشاور والتنسيق، وكأنها لا تعترف بوجود الطرف الفلسطيني، ولا تريد التفاهم معه.
هذه المبادرة جاءت نتيجة تفاهماتٍ مصرية ودولية مع الجانب الإسرائيلي فقط، الذي أدرك أنه سيفشل في حملته العسكرية، وأن قدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود والثبات ومواصلة قصف مدنه ومستوطناته بالصواريخ كبيرة، وأن المفاجئات التي تحملها المقاومة حقيقية ولافتة، وفاعلة ومؤثرة في سير المعركة، وأن قدرة شعبه وجمهوره على الثبات، وتحمل تبعات الحرب، وتعطيل الأعمال والمشاغل والدراسة، والعيش في الملاجئ، ضعيفة ومحدودة، ولا تستطيع الصمود لأيامٍ طويلة.
لهذا كان العدو الصهيوني في حاجة ماسةٍ إلى هدنة، تنهي العمليات العسكرية، وتحافظ على هيبته وسمعة جيشه، وفي الوقت نفسه تحجب النصر عن المقاومة، وتسحب الانجازات التي حققتها بالصمود والثبات، ومواصلة القصف، ومتابعة المفاجئات، وقد كان الفلسطينيون يعلمون أن العدو الصهيوني سيلجأ في نهاية المطاف إلى وقف عملياته الحربية على قطاع غزة، وكان يشغل لذلك طواقمه الدبلوماسية، وحلفاؤه الدوليون، ولم تكن تصد محاولات التوسط والتدخل الأمريكية والتركية والمصرية والقطرية وغيرها.
لكن المبادرة المصرية المقترحة لم تكن إنقاذاً للعدو الصهيوني من مغامرته فقط، ولم تكن تحمل مقترحاً لوقف إطلاق النار، أو العودة إلى تفاهمات العام 2012، ولا وضع ترتيبات وضمانات لعدم خرق الهدنة من جديد، ولا قيام العدو الصهيوني بأي عمليات قصف أو تصفية أو اجتياح للمناطق الفلسطينية.
كما لم تحمل الهدنة المقترحة شيئاً من المطالب الفلسطينية الأساسية، التي تتعلق برفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر التجارية والمخصصة للأشخاص، فضلاً عن توقف العدو الصهيوني عن ممارسة أي ضغوط على حكومة التوافق الفلسطيني، ووقف تدخلاته في شؤون السلطة الفلسطينية، خاصة تلك المتعلقة بالمصالحة وبحكومة الوحدة الوطنية، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في الضفة الغربية قبل وخلال عدوانها على قطاع غزة، مع الالتزام التام ببنود صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، والتي توجب على مصر إلزام العدو الصهيوني بعدم اعتقالٍ أيٍ من الأسرى المحررين، وضرورة الإفراج عمن أعتقل منهم.
لكن الأشد والأدهى في المبادرة المصرية التي تلقفها العدو الصهيوني، معتبراً إياهاً أعظم نصرٍ يحققه على المقاومة، أنها تدعو إلى نزع السلاح من أيدي فصائل المقاومة الفلسطينية، وجعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح، وضمان عدم عودة الفصائل الفلسطينية لتسليح نفسها، أو إعادة بناء قدراتها العسكرية، هذا إلى جانب ضمان إغلاق الأنفاق ومحاربة كافة أعمال التهريب التي تتعلق بالأسلحة وبإعادة بناء القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية.
إن هذه المبادرة غريبةٌ وعجيبة، وهي مستنكرة ومرفوضة، وفيها إذلالٌ وإهانة، وتهميش وإقصاء، وهي ليست في صالح الشعب الفلسطيني في شئ، ولا تلبي أهدافه، ولا تنسجم مع آماله، كما أنها لم ترقَ إلى مستوى تضحياته وعطاءاته، إذ أن أداء المقاومة الفلسطينية وصلابة جبهتها الداخلية، كان كفيلاً بجر العدو الإسرائيلي إلى الهدنة، وإجباره على القبول بشروط المقاومة، والنزول عند رغبات الشعب، ولم يكن الوصول إليها أكثر من مسألة وقت، في نهايته سيخضع العدو ويتراجع، وسيطلب الهدنة وسيلتزم بشروطها.
العدو الإسرائيلي لم يوقف اعتداءاته، ولم يعلن إنهاء أعماله الحربية، بل استمر في اعتداءاته وما زال، والمقاومة الفلسطينية التي قدمت مئات الشهداء والجرحى، لن تقبل أن تمنح العدو نصراً يتمناه، ولا أن تحقق له حلماً كان مستحيلاً عليه، ولا يوجد بين الفلسطينيين من يقبل بأن تجرد المقاومة من سلاحها، وأن تصبح غزة منزوعة السلاح، ضعيفةً لا شوكة لها، ولا قوة عندها، ولا تستطيع أن تصد عدواناً، ولا أن ترد هجوماً.
الفلسطينيين باتوا يدركون اليوم أن مقاومتهم هي سر قوتهم، وأن سلاحهم هو سبب نجاحهم وعامل صمودهم الأول، فلن يتخلوا عنه، ولن يفرطوا به، وسيبقون على مواقفهم حتى يدرك صناع الهدنة ومن وراءهم، أن المقاومة أقوى منهم، وأقدر على الصمود والثبات.
تابع القراءة ..


د. مصطفى يوسف اللداوي

لا تعتقدوا أن المقاومة الفلسطينية حرة في تقرير الهدنة التي تريد، أو الموافقة بمفردها ومن تلقاء نفسها على شروطها، والالتزام ببنودها، والإقرار بضوابط وقف إطلاق النار، وتوقف كافة العمليات العسكرية، أو اختيار التوقيت والزمان المناسب للموافقة عليها، فهي ليست وحدها من يقرر، مهما بلغت قوتها، وتعاظمت شعبيتها، وأياً كانت عملياتها العسكرية، ونجاحاتها الميدانية، وإن هي أوغلت في صفوف العدو وأوجعته، وأثخنت فيه وآلمته، وانتصرت عليه في جولات، أو كسبت بعضها بالنقاط، أو حالت دون أن يحقق نصراً عليها، أو منعته من اجتياح القطاع، وخوض معركة بريه معه، وسوق رجاله إلى القتل أو الاعتقال.
المقاومة ليست مطلقة اليدين، وليست حرةً في تقرير المصير، ولا تستطيع أن تبرم اتفاقاً، أو أن تصادق على هدنةٍ أو تفاهمٍ، دون الرجوع إلى الشعب وعامة الناس، فالشعب الفلسطيني شريكها في المعركة، ورفيقها في القتال، ومعها في الميدان، وقبلها وسابقها في المقاومة، وهو ملهمها في الجهاد، وموجهها في القتال، إذ هو شعب الجبارين الصامد، الذي لا يئن ولا يشكو، ولا يلين ولا يخضع، ولا يذل ولا يخنع.
بل إنه أحد أهم أسباب تفوقها ونصرها، فهو الحاضنة القوية للمقاومة، وعمقها الأصيل، ولسانها الأريب، وهو الجبهة المتماسكة، وصاحب الإرادة القوية، والشكيمة الحازمة، ولولا صبره واحتماله، وصدقه وإخلاصه، وحكمته وعطاؤه، لما تمكنت المقاومة من الصمود، ولما استطاعت المواصلة، ولما حققت نجاحات، ولما سجلت في صفوف العدو ودفاعاته اختراقات.
ينبغي على قيادة المقاومة الفلسطينية، وعلى مرجعياتها السياسية أن تصغي إلى مطالب الشارع الفلسطيني، وأن تستمع إليهم قبل أن تقرر، وأن تستمزج آراءهم قبل أن توافق، فلا يحق لها أن تذهب إلى أي مكانٍ للتفاوض والحوار دون أن تكون مسلحة بإرادة الشعب، وواعيةً لمطالبه وشروطه، ولا تظن نفسها أنها أوعى منهم وأفهم، وأنها ترى ما لا يرون، وتعرف ما لا يعرفون، وتدرك أكثر مما يدركون، وأن لديها سابق خبرة، وقديم تجربة، وأنها تعرف كيف تصير الأمور، ومن الذي يحركها ويوجهها.
لا مبرر للمقاومة أياً كانت أن تتفرد بالقرار وحدها، فقد سبقها الشعب في وضع شروطه لأي هدنة، وبَيَّنَ مطالبه للموافقة على أي تهدئة قادمة، وعلى المفاوضين أن ينصتوا لهم، وأن يستجيبوا إلى شروطهم، وأن يحترموا طلباتهم، فهم الذين ضحوا وقدموا، وبيوتهم هي التي خربت ودمرت، ومدارسهم ومساجدهم قد تعرضت للقصف، ومستقبلهم وأولادهم الذي أصبح في المجهول، وأولادهم هم وقود المقاومة ورجالها، وأمهاتهم وأخواتهم هم الذين يحدون الرجال، ويتقدمون الصفوف، ويكابرون على الجرح والألم.
الشعب لن يقبل وقفاً لإطلاق النار، أو إقراراً لتهدئةٍ مؤقتة، تجيز للعدو أن يعيد الكرة من جديد، وأن يعود إلى اعتداءاته وخروقاته بعد أشهر، أو كلما أتيحت له الفرصة، تأديباً أو بمناسبة الانتخابات، أو إرضاءً لمتطرف أو مسايرةً لمتشدد، بل تريد اتفاقاً يلزمه، وتعهداً يضمنه، ورادعاً يمنعه، ودولاً تكفله وترعاه.
كما لن يقبل بنزع سلاحه، وتفكيك قواته، والتعهد بعدم بناء قدراته الذاتية، أو التوقف عن أعمال التجهيز والإعداد والاستعداد، إذ السلاح عندهم عنوان الشرف، وسبيل النصر، والوسيلة الأقدر والأفضل لكبح جماح العدو، ومنعه من الإفساد والعربدة والتخريب.
وهو يريد أن يرفع الحصار كلياً عن قطاع غزة، وأن تُفتح كلياً ودائماً كل البوابات والمعابر، ليتمكن الأفراد المسافرون، والبضائع التجارية من المرور بسهولةٍ ويسر، وأمانٍ واطمئنان، ويريد ألا يكون للاحتلال وجودٌ أو سلطة على معابره، لئلا يتحكم في المغادرين والعائدين، ولئلا يتسلط على الفلسطينيين في دوائهم وغذائهم، ولئلا يستغل حاجتهم وضعفهم، لمآربه الدنيئة، وأهدافه الوضيعة.
ويتطلع الشعب الفلسطيني لأن يكون له مطاره الوطني، وفق المعايير الدولية، وبموجب الضوابط الأمنية المتفق عليها، ليتخلص من الانتظار والمعاناة، وينتهي من طوابير الذل والإهانة، وأقبية الحجز وصالات الحظر، وقوائم الترقب، وأذونات الموافقة، والقوائم السوداء الممنوعة من الدخول.
ويمتد طموح الشعب الفلسطيني لأن يكون له ميناؤه البحري في غزة، الذي يربطه مع العالم، ويمكنه من الحصول على احتياجاته وما يلزمه، خاصةً ما يتعلق منها بالبناء، كالاسمنت والحديد وغيره، للمباشرة في أعمال إعادة الإعمار، وتحريك عجلة الاقتصاد الفلسطيني المتوقفة.
كما يريد الشعب الفلسطيني سيادةً كاملة في قراراته وعلى أرضه، وسلطةً ذاتية على مصالحه ومصائره، فلا يتدخل العدو فيها، ولا يفرض شروطه عليهم، وألا يؤثر على المصالحة والوحدة، وألا يتدخل في الشؤون الداخلية، ولا يمارس ضغوطاً على أي طرف، ليفشل المصالحة، ويسقط حكومة الوحدة الوطنية.
لن يقبل الفلسطينيون بأي هدنةٍ أو وقفٍ لإطلاق النار، لا يحقق حريةً للأسرى والمعتقلين، ولا يفرج عنهم من سجونهم، أو يخفف من معاناتهم ويحسن ظروفهم فيها، وهو يصر على حرمة اعتقال المحررين منهم، ووجوب إطلاق سراحهم، وضمان عدم اعتقالهم مرةً اخرى، فضلاً عن إطلاق سراح كل من أعتقل ضمن الحملة الأمنية القمعية التي نفذتها سلطات الاحتلال في مدن الضفة الغربية.
إن للشعب الفلسطيني صانع النصر، القابض على الجرح، الصابر على الأذى، المكلوم بشهدائه وجرحاه، والحزين على بيوته وسكناه، شروطاً يجب الإصغاء إليها، والالتزام بها، وعدم التنازل عنها، أو التفريط فيها، وهي مطالب حقٍ، وشروط شرفٍ، وإلا كانت الحرب مهزلة، والقتال مسرحية، والشعارات مضحكة، والمواقف فبركة، والتضحيات هباء، إذا كان القرار والاتفاق العودة إلى ما كان، وبقاء كل شئٍ على ما كان، والقبول بنعمة الهدوء مقابل الهدوء.
تابع القراءة ..
د. مصطفى يوسف اللداوي

استهداف مخازن الأونروا
استهدفت طائرات العدو الصهيوني في اليوم السادس من عدوانها الغاشم على قطاع غزة، أكبر مخازن غذائية تابعة للأونروا، فحرقت ودمرت أكبر مستودعاتٍ للغذاء والدواء، كانت مخصصة لإغاثة ومساعدة أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني من سكان قطاع غزة، إلا أنها داستها بأقدامها بغير مسؤوليةٍ إنسانية، وبلا أخلاقٍ آدمية، كثورٍ هائجٍ، فاقدٍ لعقله، وفالتٍ من عقاله، لا ترده قوة، ولا يردعه قانونٌ أو نظام.
إذ أغارت طائراتٌ حربية إسرائيلية، على مستودعات الوكالة الدولية، كما قصفتها بقذائف دباباتها المحتشدة على أطراف قطاع غزة الشرقية، الأمر الذي أدى إلى نشوب نارٍ عظيمة في المخازن والمستودعات، فأتت على أغلب محتوياتها، وأفسدت ما تبقى منها.
ولم تتمكن فرق الدفاع المدني الفلسطيني من إطفاء النار المشتعلة، التي اتقدت بقوةٍ شديدة، حيث أن القذائف التي استخدمها العدو كانت من النوع الحارق، الذي يتسبب في حدوث نيران كبيرة، يصعب إطفاؤها أو السيطرة عليها، فضلاً عن عدم قدرة سيارات الدفاع المدني عن الوصول إلى مكان القصف، حيث توجد مستودعات الأونروا على الجانب الشرقي من حدود قطاع غزة، وهي أقرب نقطة إلى مكان تجمع الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي تحيط وتحاصر قطاع غزة، وتتأهب للقيام بعملية برية ضده.
ربما لم تصمت الوكالة الدولية على استهداف مخازنها، ولم تسكت على انتهاك حرمتها، ولكن اعتراضها كان هادئاً وخجولاً، ولم يكن صوتها عالياً مدوياً معترضاً رافضاً، ولم تصدر بحقها بياناتِ إدانة واستنكار، بل اكتفى أحد مسؤوليها بعقد مؤتمرٍ صحفي، استعرض فيه جريمة الاعتداء، وبين حجم الخسائر والأضرار.
هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها جيش الكيان باستهداف مخازنَ ومواقعَ ومدارسَ ومؤسساتٍ تابعة للأونروا في قطاع غزة، فقد سبق له في عدوان 2008-2009 أن قصف وأحرق عامداً وقاصداً مخازن أخرى للوكالة، وأتلف آلاف الأطنان من المواد الغذائية المختلفة، التي كانت مرصودة للمواطن الفلسطيني الفقير والمحاصر في قطاع غزة، كما هاجم المدارس وقتل اللاجئين إليها، كما حدث مع مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا، حيث استهدفت طائراته عشرات العائلات التي لجأت إلى المدرسة التابعة للوكالة الدولية، لاعتقادهم أن الأمم المتحدة قادرة على حماية مقراتها، وأنها تتمتع بحصانةٍ دولية تحميها من أي اعتداء إسرائيلي عليها.
لكن العدو الصهيوني لا يراعي حرمة دولية، ولا يحترم قيمة إنسانية، ولا يقدر الأعراف الأممية، ويعتمد في اعتداءاته على الولايات المتحدة الأمريكية التي تبرر عملياته، وتسكت عنها ولو كانت نتائجها مرة، وآثارها على الشعب والمدنيين قاسية، وهو الذي سبق في العام 1996 إبان عدوان عناقيد الغضب على لبنان، على استهداف المدنيين الآمنين اللبنانيين، من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال، اللاجئين إلى أحد مقار القوات الدولية في قانا، التي هاجمها بقذائفه الجوية والبحرية مخلفاً مئات القتلى.
العدو الصهيوني بات يستهدف الشعب الفلسطيني كله، ويحاربه في بيته ومسكنه، وفي رزقه وطعامه وشرابه، ولا يعنيه أبداً الجهة التي تحميه أو ترعاه، وإلا كيف نفسر اعتياده الدائم على الاعتداء على مقرات الأمم المتحدة، والمؤسسات الدولية الأخرى، وتخريب وإفساد مساعداتها وممتلكاتها، وهي التي تجمع من دافعي الضريبة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وغيرها.
لعل الأمين العام شخصياً، والأمانة العامة للأمم المتحدة مدعوين لإتخاذ موقفٍ واضحٍ وصريحٍ من العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الأهداف المدنية في قطاع غزة، وإبطال ادعاءاته المتكررة بأنه يستهدف المقاومين والمقاتلين، فما قام به ضد مؤسسات الأمم المتحدة، التي تحمل العلم الأممي، وترفع الراية الزرقاء التي يعرفها كل العالم، يدل على أن الكيان الصهيوني يستهدف قتل الشعب الفلسطيني كله، ومعاقبته بأسره، وحرمانه من كل حقوقه، وتجريده من كل مكتسباته، الأمر الذي يوجب وقفة دولية جادة وصريحة، حازمة وقوية ضد ممارسات العدو الغاشمة، لتوقفه عن غيه، وتمنعه من مواصله ظلمه واعتدائه
تابع القراءة ..

Receive all updates via Facebook. Just Click the Like Button Below...

Powered By 4we-eb

اعلان

إنضم إلينا

yllix

ad

'إضغط على زر أعجبني لتتخطى هده الرسالة