اخر المواضيع
yllix
bidvertiser
ad
احـــــــــــلامنا
لا الضفة ملك لهذه ولا غزة ملك لتلك وحماس ليست وحدها المقاومة
الزيارات:
الزيارات:
Unknown
|
4:34 ص
|
بقلم : معتصم حمادة
هناك حجم كبير من القضايا المصيرية على جدول أعمال الحالة الوطنية، تستحق الدعوة فوراً إلى اجتماع عاجل للهيئة الوطنية العليا بديلاً من التراشق الإعلامي بين فتح وحماس
عودة الخلافات إلى العلن، بين حركتي فتح وحماس تنبئ بأكثر من خلاصة، أهمها أن اتفاق الشاطئ، على أهميته، لم يضع الأسس الكافية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، وأن حكومة «التوافق الثنائي» بين الاثنين، لم تنهِ بشكل كامل قضايا الخلاف، التي عادت تطل برأسها مرة أخرى، عند الدخول في التفاصيل، حيث تكمن بشكل دائم «الشياطين» التي من شأنها أن تعيد إثارة الخلافات، وأن توضح الحجم الحقيقي للخلاف بين الأطراف المعنية.
وقد زاد طين الخلافات بلة، الحرب العدوانية على قطاع غزة، وما أحدثته هذه الحرب من تعديل جديد في موازين القوى، تقدمت عبره، إلى الأمام، أكثر فأكثر، فصائل المقاومة، وأثبتت جدارتها مرة أخرى في التصدي للعدوان والاحتلال، وأنها خيار، رغم ما يتطلبه من تضحيات جسام خيار فاعل وناشط، وبإمكانه أن يعيد الاعتبار للقضية الوطنية، وأن يعيدها إلى مقدمة اهتمامات المجتمع الدولي ومؤسساته، وأن يعدل السياق السياسي العام الذي تعالج من خلاله. لذلك لم تكن صدفة، أن يعترف المفاوض الفلسطيني، تحت الرعاية الأميركية المنفردة، أن طريقه التفاوضية وصلت إلى الحائط المسدود. لقد أرغمته المقاومة، وصمود المقاومة، وخاصة صمود الشعب الفلسطيني في القطاع، والهبة الجماهيرية في الضفة والقدس، والنهوض الكبير للحالة الفلسطينية في الشتات وداخل الـ48... على الاعتراف بفشل خياره التفاوضي، وضرورة البحث عن خيار بديل.
كذلك كان من شأن الحرب على غزة أن تعيد صياغة العلاقات الوطنية الداخلية، لذلك رأت حماس، من خلال كونها مقاومة، أن «الحصة» التي نالتها في حكومة التوافق الوطني لم تعد تتناسب ودورها في القتال، وأن الأمر بات يتطلب إطاراً بديلاً تكون فيه حماس شريكاً مساوياً لفتح في المؤسسة الرسمية، داخل م.ت.ف. من هنا برزت الخلافات حول كيفية إدارة شأن القطاع، ومن هنا تتهم فتح حماس بأنها لم تحل حكومتها بعد، وأنها ما زالت، من تحت الطاولة تدير القطاع، بإسم حكومة هنية التي يفترض أنها قد ذهبت، وغادرت الساحة، وأنها في السياق نفسه تعطل على حكومة الحمد الله تولي مهماتها في قطاع غزة.
واضح أننا أمام خلافات تكرر نفسها وإنما بصيغ مختلفة، يدور فيها الصراع حول المكاسب الفئوية وحول المصالح المحددة، ولم تتطرق حتى الآن إلى عمق القضية الوطنية بهمومها السياسية الكبرى (كيفية الخلاص من الاحتلال والاستيطان) وهمومها الاجتماعية الملحة (كيفية إعادة بناء ما دمره الاحتلال والعدوان في قطاع غزة وحل كافة القضية التي خلفها وراءه). فالقضية الأبرز المطروحة هي قضية 46 ألف موظف ورثتهم حكومة الحمد الله من حكومة هنية. وإلى جانب صعوبة توفير مرتبات هذا العدد الكبير من الموظفين (ومنهم عشرون ألفاً من العسكريين والأمنيين) فإن الحمد الله لا يخفي تردده في دفع مرتبات هؤلاء الموظفين، حيث يكشف أن حكومته تلقت «نصائح» من الجهات المانحة، بعدم دفع هذه المرتبات وإلا تعرضت مسارات تمويل السلطة الفلسطينية إلى اهتزازات، وتعرضت للاتهام بأنها تدع مرتبات أفراد على صلة بالإرهاب. هذه قضية تخص حماس، لكنها تخص الحالة الفلسطينية وإلا تعرض قطاع غزة كله لخضة اقتصادية ومالية كتلك التي تعرض لها حين أغلقت حماس المصارف في القطاع، ومنعت الموظفين من قبض رواتبهم، وعطلت الأعمال المالية في القطاع احتجاجاً على عدم دفع مرتبات «موظفيهم».
ونحن أمام قضية إعادة الاعمار، وقد بدأت الأصوات ترتفع بوضوح تطالب بالمقايضة بين إعادة الاعمار، وتسليم سلاح المقاومة في القطاع، خاصة السلاح الصاروخي والمدفعي الذي أثبت فعاليته العالية في الدفاع عن قطاع غزة مؤخراً. وإن كنا لسنا على الاطلاع على كواليس التحضير لمؤتمر إعادة اعمار القطاع ولجمع حوالي 8 مليار دولار، فإننا لا نستبعد أن تكون بعض الدول المانحة (خاصة الأوروبية) ومعها الولايات المتحدة بصدد وضع تمويل الاعمار مقابل سلاح المقاومة، وقد سمعنا في هذا السياق كلاماً كثيراً من العديد من الأطراف يصب في هذا الاتجاه. التقى هذا الحديث مع حديث في رام الله حول «توحيد البندقية»، والتأكيد على أن بندقية واحدة هي التي ستحكم القطاع، هي «بندقية الشرعية». ما يعني بحث مصير سلاح المقاومة، ومدى إمكانية التعايش بين هذا السلاح وسلاح السلطة، خاصة في ظل التجربة الفاشلة التي انتهت بالحل الدموي المأساوي في انقلاب 14/6/ 2007) والذي ما زلنا، حتى الآن، نعيش تداعياته. في هذا السياق لا يغيب عن بالنا الدور الإسرائيلي، وقدرته على التحكم بعملية الاعمار، من خلال التحكم بالمعابر، التي من خلالها سوف تصل مواد الاعمار. والدراسات تقول أن بقاء الوتيرة الحالية لإدخال مواد الاعمار، عبر معبر كرم أبو سالم، على حالها، تعني أن خطة اعمار القطاع، تحتاج إلى عشرين سنة كاملة. وأن الحل هو في مضاعفة عدد الشاحنات لنقل مواد الاعمار مرات، [هذا في حال توفرت الأموال اللازمة وانعقد مؤتمر إعادة الاعمار، دون المساس بسلاح المقاومة].
إلى جانب هاتين القضيتين وما تجرهما من قضايا يومية شديدة التعقيد، هناك المسألة المتعلقة بالخيار البديل لمفاوضات كيري، الواجب اعتماده في المرحلة القادمة على ضوء تجربة المفاوضات السابقة، والتطورات الدولية والإقليمية. وهي قضية لا تخص القيادة السياسية وحدها، ولا تخص تنظيماً دون غيره، بل لا تخص التنظيمات وحدها، بل تخص الحالة الفلسطينية بكل فئاتها وشرائحها واتجاهاتها السياسية، الحزبية وغير الحزبية.
الملاحظ في سياق هذا كله، ارتياح الطرفين، حماس وفتح، إلى «الحوار» الساخن عبر وسائل الإعلام، والعودة إلى التراشق الإعلامي، مما أساء كثيراً إلى الحالة المعنوية للصامدين في قطاع غزة، وعكس نفسه سلباً على حالة النهوض الوطني في الضفة والقدس، وباقي مناطق تواجد الشعب الفلسطيني (الـ48 والشتات). علما أن القضايا مثار البحث أكبر بكثير من الطرفين معاً.
لقد قلنا سابقاً أن الضفة ليست لفتح، وأن غزة ليست لحماس. ونضيف اليوم أن حماس ليست وحدها المقاومة. وأن هذا النمط من الحوار والتراشق الإعلامي لا يخدم القضية الوطنية، خاصة وأن الطرفين ليسا وحدهما المعنيان بحل القضايا الكبرى، [ما عدا العلاقات الثنائية فهي ملك لهما إذا ما شاءا ذلك]. من هنا كانت الدعوة باكراً إلى ضرورة عقد اجتماع للهيئة الوطنية العليا، التي تضم رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية، والأمناء العامين، ورئيس المجلس الوطني وشخصيات وطنية مستقلة ونعتقد أن جدول أعمال هذه الهيئة حافل بالقضايا المصيرية. وأخشى ما نخشاه أن يكون البعض في رام الله لا يرغب في عقد هذا الاجتماع، بذريعة أنه لا يريد أن يكبل القيادة السياسية بقرارات الهيئة الوطنية. وأخشى ما نخشاه بالمقابل، أن يكون البعض في الدوحة، لا يرغب في عقد هذا الاجتماع، حتى لا يستفرد بالشراكة السياسية بينه وبين فتح. علماً أن القضايا المثارة أكبر من فتح وأكبر من حماس، هي قضايا الشعب الفلسطيني، بكل فئاته، وهي قضايا مقاومته الباسلة، وصموده الأسطوري، ونهوضه السياسي المشرف. وبالتالي أما آن الأوان للعودة إلى صيغة الشراكة الوطنية، وصيغة الشراكة في تحمل المسؤولية، خاصة وقد أثبتت «الثنائية» فشلها الذريع، بدءاً من المجلس التشريعي الفاشل عام 2006، وصولا إلى حكومة هنية الأولى والثانية، مروراً بانقلاب 2007، انتهاء بحكومة «التوافق الثنائي».
هناك حجم كبير من القضايا المصيرية على جدول أعمال الحالة الوطنية، تستحق الدعوة فوراً إلى اجتماع عاجل للهيئة الوطنية العليا بديلاً من التراشق الإعلامي بين فتح وحماس
عودة الخلافات إلى العلن، بين حركتي فتح وحماس تنبئ بأكثر من خلاصة، أهمها أن اتفاق الشاطئ، على أهميته، لم يضع الأسس الكافية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، وأن حكومة «التوافق الثنائي» بين الاثنين، لم تنهِ بشكل كامل قضايا الخلاف، التي عادت تطل برأسها مرة أخرى، عند الدخول في التفاصيل، حيث تكمن بشكل دائم «الشياطين» التي من شأنها أن تعيد إثارة الخلافات، وأن توضح الحجم الحقيقي للخلاف بين الأطراف المعنية.
وقد زاد طين الخلافات بلة، الحرب العدوانية على قطاع غزة، وما أحدثته هذه الحرب من تعديل جديد في موازين القوى، تقدمت عبره، إلى الأمام، أكثر فأكثر، فصائل المقاومة، وأثبتت جدارتها مرة أخرى في التصدي للعدوان والاحتلال، وأنها خيار، رغم ما يتطلبه من تضحيات جسام خيار فاعل وناشط، وبإمكانه أن يعيد الاعتبار للقضية الوطنية، وأن يعيدها إلى مقدمة اهتمامات المجتمع الدولي ومؤسساته، وأن يعدل السياق السياسي العام الذي تعالج من خلاله. لذلك لم تكن صدفة، أن يعترف المفاوض الفلسطيني، تحت الرعاية الأميركية المنفردة، أن طريقه التفاوضية وصلت إلى الحائط المسدود. لقد أرغمته المقاومة، وصمود المقاومة، وخاصة صمود الشعب الفلسطيني في القطاع، والهبة الجماهيرية في الضفة والقدس، والنهوض الكبير للحالة الفلسطينية في الشتات وداخل الـ48... على الاعتراف بفشل خياره التفاوضي، وضرورة البحث عن خيار بديل.
كذلك كان من شأن الحرب على غزة أن تعيد صياغة العلاقات الوطنية الداخلية، لذلك رأت حماس، من خلال كونها مقاومة، أن «الحصة» التي نالتها في حكومة التوافق الوطني لم تعد تتناسب ودورها في القتال، وأن الأمر بات يتطلب إطاراً بديلاً تكون فيه حماس شريكاً مساوياً لفتح في المؤسسة الرسمية، داخل م.ت.ف. من هنا برزت الخلافات حول كيفية إدارة شأن القطاع، ومن هنا تتهم فتح حماس بأنها لم تحل حكومتها بعد، وأنها ما زالت، من تحت الطاولة تدير القطاع، بإسم حكومة هنية التي يفترض أنها قد ذهبت، وغادرت الساحة، وأنها في السياق نفسه تعطل على حكومة الحمد الله تولي مهماتها في قطاع غزة.
واضح أننا أمام خلافات تكرر نفسها وإنما بصيغ مختلفة، يدور فيها الصراع حول المكاسب الفئوية وحول المصالح المحددة، ولم تتطرق حتى الآن إلى عمق القضية الوطنية بهمومها السياسية الكبرى (كيفية الخلاص من الاحتلال والاستيطان) وهمومها الاجتماعية الملحة (كيفية إعادة بناء ما دمره الاحتلال والعدوان في قطاع غزة وحل كافة القضية التي خلفها وراءه). فالقضية الأبرز المطروحة هي قضية 46 ألف موظف ورثتهم حكومة الحمد الله من حكومة هنية. وإلى جانب صعوبة توفير مرتبات هذا العدد الكبير من الموظفين (ومنهم عشرون ألفاً من العسكريين والأمنيين) فإن الحمد الله لا يخفي تردده في دفع مرتبات هؤلاء الموظفين، حيث يكشف أن حكومته تلقت «نصائح» من الجهات المانحة، بعدم دفع هذه المرتبات وإلا تعرضت مسارات تمويل السلطة الفلسطينية إلى اهتزازات، وتعرضت للاتهام بأنها تدع مرتبات أفراد على صلة بالإرهاب. هذه قضية تخص حماس، لكنها تخص الحالة الفلسطينية وإلا تعرض قطاع غزة كله لخضة اقتصادية ومالية كتلك التي تعرض لها حين أغلقت حماس المصارف في القطاع، ومنعت الموظفين من قبض رواتبهم، وعطلت الأعمال المالية في القطاع احتجاجاً على عدم دفع مرتبات «موظفيهم».
ونحن أمام قضية إعادة الاعمار، وقد بدأت الأصوات ترتفع بوضوح تطالب بالمقايضة بين إعادة الاعمار، وتسليم سلاح المقاومة في القطاع، خاصة السلاح الصاروخي والمدفعي الذي أثبت فعاليته العالية في الدفاع عن قطاع غزة مؤخراً. وإن كنا لسنا على الاطلاع على كواليس التحضير لمؤتمر إعادة اعمار القطاع ولجمع حوالي 8 مليار دولار، فإننا لا نستبعد أن تكون بعض الدول المانحة (خاصة الأوروبية) ومعها الولايات المتحدة بصدد وضع تمويل الاعمار مقابل سلاح المقاومة، وقد سمعنا في هذا السياق كلاماً كثيراً من العديد من الأطراف يصب في هذا الاتجاه. التقى هذا الحديث مع حديث في رام الله حول «توحيد البندقية»، والتأكيد على أن بندقية واحدة هي التي ستحكم القطاع، هي «بندقية الشرعية». ما يعني بحث مصير سلاح المقاومة، ومدى إمكانية التعايش بين هذا السلاح وسلاح السلطة، خاصة في ظل التجربة الفاشلة التي انتهت بالحل الدموي المأساوي في انقلاب 14/6/ 2007) والذي ما زلنا، حتى الآن، نعيش تداعياته. في هذا السياق لا يغيب عن بالنا الدور الإسرائيلي، وقدرته على التحكم بعملية الاعمار، من خلال التحكم بالمعابر، التي من خلالها سوف تصل مواد الاعمار. والدراسات تقول أن بقاء الوتيرة الحالية لإدخال مواد الاعمار، عبر معبر كرم أبو سالم، على حالها، تعني أن خطة اعمار القطاع، تحتاج إلى عشرين سنة كاملة. وأن الحل هو في مضاعفة عدد الشاحنات لنقل مواد الاعمار مرات، [هذا في حال توفرت الأموال اللازمة وانعقد مؤتمر إعادة الاعمار، دون المساس بسلاح المقاومة].
إلى جانب هاتين القضيتين وما تجرهما من قضايا يومية شديدة التعقيد، هناك المسألة المتعلقة بالخيار البديل لمفاوضات كيري، الواجب اعتماده في المرحلة القادمة على ضوء تجربة المفاوضات السابقة، والتطورات الدولية والإقليمية. وهي قضية لا تخص القيادة السياسية وحدها، ولا تخص تنظيماً دون غيره، بل لا تخص التنظيمات وحدها، بل تخص الحالة الفلسطينية بكل فئاتها وشرائحها واتجاهاتها السياسية، الحزبية وغير الحزبية.
الملاحظ في سياق هذا كله، ارتياح الطرفين، حماس وفتح، إلى «الحوار» الساخن عبر وسائل الإعلام، والعودة إلى التراشق الإعلامي، مما أساء كثيراً إلى الحالة المعنوية للصامدين في قطاع غزة، وعكس نفسه سلباً على حالة النهوض الوطني في الضفة والقدس، وباقي مناطق تواجد الشعب الفلسطيني (الـ48 والشتات). علما أن القضايا مثار البحث أكبر بكثير من الطرفين معاً.
لقد قلنا سابقاً أن الضفة ليست لفتح، وأن غزة ليست لحماس. ونضيف اليوم أن حماس ليست وحدها المقاومة. وأن هذا النمط من الحوار والتراشق الإعلامي لا يخدم القضية الوطنية، خاصة وأن الطرفين ليسا وحدهما المعنيان بحل القضايا الكبرى، [ما عدا العلاقات الثنائية فهي ملك لهما إذا ما شاءا ذلك]. من هنا كانت الدعوة باكراً إلى ضرورة عقد اجتماع للهيئة الوطنية العليا، التي تضم رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية، والأمناء العامين، ورئيس المجلس الوطني وشخصيات وطنية مستقلة ونعتقد أن جدول أعمال هذه الهيئة حافل بالقضايا المصيرية. وأخشى ما نخشاه أن يكون البعض في رام الله لا يرغب في عقد هذا الاجتماع، بذريعة أنه لا يريد أن يكبل القيادة السياسية بقرارات الهيئة الوطنية. وأخشى ما نخشاه بالمقابل، أن يكون البعض في الدوحة، لا يرغب في عقد هذا الاجتماع، حتى لا يستفرد بالشراكة السياسية بينه وبين فتح. علماً أن القضايا المثارة أكبر من فتح وأكبر من حماس، هي قضايا الشعب الفلسطيني، بكل فئاته، وهي قضايا مقاومته الباسلة، وصموده الأسطوري، ونهوضه السياسي المشرف. وبالتالي أما آن الأوان للعودة إلى صيغة الشراكة الوطنية، وصيغة الشراكة في تحمل المسؤولية، خاصة وقد أثبتت «الثنائية» فشلها الذريع، بدءاً من المجلس التشريعي الفاشل عام 2006، وصولا إلى حكومة هنية الأولى والثانية، مروراً بانقلاب 2007، انتهاء بحكومة «التوافق الثنائي».
معتصم حمادة
هناك حجم كبير من القضايا المصيرية على جدول أعمال الحالة الوطنية، تستحق الدعوة فوراً إلى اجتماع عاجل للهيئة الوطنية العليا بديلاً من التراشق الإعلامي بين فتح وحماس
عودة الخلافات إلى العلن، بين حركتي فتح وحماس تنبئ بأكثر من خلاصة، أهمها أن اتفاق الشاطئ، على أهميته، لم يضع الأسس الكافية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، وأن حكومة «التوافق الثنائي» بين الاثنين، لم تنهِ بشكل كامل قضايا الخلاف، التي عادت تطل برأسها مرة أخرى، عند الدخول في التفاصيل، حيث تكمن بشكل دائم «الشياطين» التي من شأنها أن تعيد إثارة الخلافات، وأن توضح الحجم الحقيقي للخلاف بين الأطراف المعنية.
وقد زاد طين الخلافات بلة، الحرب العدوانية على قطاع غزة، وما أحدثته هذه الحرب من تعديل جديد في موازين القوى، تقدمت عبره، إلى الأمام، أكثر فأكثر، فصائل المقاومة، وأثبتت جدارتها مرة أخرى في التصدي للعدوان والاحتلال، وأنها خيار، رغم ما يتطلبه من تضحيات جسام خيار فاعل وناشط، وبإمكانه أن يعيد الاعتبار للقضية الوطنية، وأن يعيدها إلى مقدمة اهتمامات المجتمع الدولي ومؤسساته، وأن يعدل السياق السياسي العام الذي تعالج من خلاله. لذلك لم تكن صدفة، أن يعترف المفاوض الفلسطيني، تحت الرعاية الأميركية المنفردة، أن طريقه التفاوضية وصلت إلى الحائط المسدود. لقد أرغمته المقاومة، وصمود المقاومة، وخاصة صمود الشعب الفلسطيني في القطاع، والهبة الجماهيرية في الضفة والقدس، والنهوض الكبير للحالة الفلسطينية في الشتات وداخل الـ48... على الاعتراف بفشل خياره التفاوضي، وضرورة البحث عن خيار بديل.
كذلك كان من شأن الحرب على غزة أن تعيد صياغة العلاقات الوطنية الداخلية، لذلك رأت حماس، من خلال كونها مقاومة، أن «الحصة» التي نالتها في حكومة التوافق الوطني لم تعد تتناسب ودورها في القتال، وأن الأمر بات يتطلب إطاراً بديلاً تكون فيه حماس شريكاً مساوياً لفتح في المؤسسة الرسمية، داخل م.ت.ف. من هنا برزت الخلافات حول كيفية إدارة شأن القطاع، ومن هنا تتهم فتح حماس بأنها لم تحل حكومتها بعد، وأنها ما زالت، من تحت الطاولة تدير القطاع، بإسم حكومة هنية التي يفترض أنها قد ذهبت، وغادرت الساحة، وأنها في السياق نفسه تعطل على حكومة الحمد الله تولي مهماتها في قطاع غزة.
واضح أننا أمام خلافات تكرر نفسها وإنما بصيغ مختلفة، يدور فيها الصراع حول المكاسب الفئوية وحول المصالح المحددة، ولم تتطرق حتى الآن إلى عمق القضية الوطنية بهمومها السياسية الكبرى (كيفية الخلاص من الاحتلال والاستيطان) وهمومها الاجتماعية الملحة (كيفية إعادة بناء ما دمره الاحتلال والعدوان في قطاع غزة وحل كافة القضية التي خلفها وراءه). فالقضية الأبرز المطروحة هي قضية 46 ألف موظف ورثتهم حكومة الحمد الله من حكومة هنية. وإلى جانب صعوبة توفير مرتبات هذا العدد الكبير من الموظفين (ومنهم عشرون ألفاً من العسكريين والأمنيين) فإن الحمد الله لا يخفي تردده في دفع مرتبات هؤلاء الموظفين، حيث يكشف أن حكومته تلقت «نصائح» من الجهات المانحة، بعدم دفع هذه المرتبات وإلا تعرضت مسارات تمويل السلطة الفلسطينية إلى اهتزازات، وتعرضت للاتهام بأنها تدع مرتبات أفراد على صلة بالإرهاب. هذه قضية تخص حماس، لكنها تخص الحالة الفلسطينية وإلا تعرض قطاع غزة كله لخضة اقتصادية ومالية كتلك التي تعرض لها حين أغلقت حماس المصارف في القطاع، ومنعت الموظفين من قبض رواتبهم، وعطلت الأعمال المالية في القطاع احتجاجاً على عدم دفع مرتبات «موظفيهم».
ونحن أمام قضية إعادة الاعمار، وقد بدأت الأصوات ترتفع بوضوح تطالب بالمقايضة بين إعادة الاعمار، وتسليم سلاح المقاومة في القطاع، خاصة السلاح الصاروخي والمدفعي الذي أثبت فعاليته العالية في الدفاع عن قطاع غزة مؤخراً. وإن كنا لسنا على الاطلاع على كواليس التحضير لمؤتمر إعادة اعمار القطاع ولجمع حوالي 8 مليار دولار، فإننا لا نستبعد أن تكون بعض الدول المانحة (خاصة الأوروبية) ومعها الولايات المتحدة بصدد وضع تمويل الاعمار مقابل سلاح المقاومة، وقد سمعنا في هذا السياق كلاماً كثيراً من العديد من الأطراف يصب في هذا الاتجاه. التقى هذا الحديث مع حديث في رام الله حول «توحيد البندقية»، والتأكيد على أن بندقية واحدة هي التي ستحكم القطاع، هي «بندقية الشرعية». ما يعني بحث مصير سلاح المقاومة، ومدى إمكانية التعايش بين هذا السلاح وسلاح السلطة، خاصة في ظل التجربة الفاشلة التي انتهت بالحل الدموي المأساوي في انقلاب 14/6/ 2007) والذي ما زلنا، حتى الآن، نعيش تداعياته. في هذا السياق لا يغيب عن بالنا الدور الإسرائيلي، وقدرته على التحكم بعملية الاعمار، من خلال التحكم بالمعابر، التي من خلالها سوف تصل مواد الاعمار. والدراسات تقول أن بقاء الوتيرة الحالية لإدخال مواد الاعمار، عبر معبر كرم أبو سالم، على حالها، تعني أن خطة اعمار القطاع، تحتاج إلى عشرين سنة كاملة. وأن الحل هو في مضاعفة عدد الشاحنات لنقل مواد الاعمار مرات، [هذا في حال توفرت الأموال اللازمة وانعقد مؤتمر إعادة الاعمار، دون المساس بسلاح المقاومة].
إلى جانب هاتين القضيتين وما تجرهما من قضايا يومية شديدة التعقيد، هناك المسألة المتعلقة بالخيار البديل لمفاوضات كيري، الواجب اعتماده في المرحلة القادمة على ضوء تجربة المفاوضات السابقة، والتطورات الدولية والإقليمية. وهي قضية لا تخص القيادة السياسية وحدها، ولا تخص تنظيماً دون غيره، بل لا تخص التنظيمات وحدها، بل تخص الحالة الفلسطينية بكل فئاتها وشرائحها واتجاهاتها السياسية، الحزبية وغير الحزبية.
الملاحظ في سياق هذا كله، ارتياح الطرفين، حماس وفتح، إلى «الحوار» الساخن عبر وسائل الإعلام، والعودة إلى التراشق الإعلامي، مما أساء كثيراً إلى الحالة المعنوية للصامدين في قطاع غزة، وعكس نفسه سلباً على حالة النهوض الوطني في الضفة والقدس، وباقي مناطق تواجد الشعب الفلسطيني (الـ48 والشتات). علما أن القضايا مثار البحث أكبر بكثير من الطرفين معاً.
لقد قلنا سابقاً أن الضفة ليست لفتح، وأن غزة ليست لحماس. ونضيف اليوم أن حماس ليست وحدها المقاومة. وأن هذا النمط من الحوار والتراشق الإعلامي لا يخدم القضية الوطنية، خاصة وأن الطرفين ليسا وحدهما المعنيان بحل القضايا الكبرى، [ما عدا العلاقات الثنائية فهي ملك لهما إذا ما شاءا ذلك]. من هنا كانت الدعوة باكراً إلى ضرورة عقد اجتماع للهيئة الوطنية العليا، التي تضم رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية، والأمناء العامين، ورئيس المجلس الوطني وشخصيات وطنية مستقلة ونعتقد أن جدول أعمال هذه الهيئة حافل بالقضايا المصيرية. وأخشى ما نخشاه أن يكون البعض في رام الله لا يرغب في عقد هذا الاجتماع، بذريعة أنه لا يريد أن يكبل القيادة السياسية بقرارات الهيئة الوطنية. وأخشى ما نخشاه بالمقابل، أن يكون البعض في الدوحة، لا يرغب في عقد هذا الاجتماع، حتى لا يستفرد بالشراكة السياسية بينه وبين فتح. علماً أن القضايا المثارة أكبر من فتح وأكبر من حماس، هي قضايا الشعب الفلسطيني، بكل فئاته، وهي قضايا مقاومته الباسلة، وصموده الأسطوري، ونهوضه السياسي المشرف. وبالتالي أما آن الأوان للعودة إلى صيغة الشراكة الوطنية، وصيغة الشراكة في تحمل المسؤولية، خاصة وقد أثبتت «الثنائية» فشلها الذريع، بدءاً من المجلس التشريعي الفاشل عام 2006، وصولا إلى حكومة هنية الأولى والثانية، مروراً بانقلاب 2007، انتهاء بحكومة «التوافق الثنائي».
هناك حجم كبير من القضايا المصيرية على جدول أعمال الحالة الوطنية، تستحق الدعوة فوراً إلى اجتماع عاجل للهيئة الوطنية العليا بديلاً من التراشق الإعلامي بين فتح وحماس
عودة الخلافات إلى العلن، بين حركتي فتح وحماس تنبئ بأكثر من خلاصة، أهمها أن اتفاق الشاطئ، على أهميته، لم يضع الأسس الكافية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، وأن حكومة «التوافق الثنائي» بين الاثنين، لم تنهِ بشكل كامل قضايا الخلاف، التي عادت تطل برأسها مرة أخرى، عند الدخول في التفاصيل، حيث تكمن بشكل دائم «الشياطين» التي من شأنها أن تعيد إثارة الخلافات، وأن توضح الحجم الحقيقي للخلاف بين الأطراف المعنية.
وقد زاد طين الخلافات بلة، الحرب العدوانية على قطاع غزة، وما أحدثته هذه الحرب من تعديل جديد في موازين القوى، تقدمت عبره، إلى الأمام، أكثر فأكثر، فصائل المقاومة، وأثبتت جدارتها مرة أخرى في التصدي للعدوان والاحتلال، وأنها خيار، رغم ما يتطلبه من تضحيات جسام خيار فاعل وناشط، وبإمكانه أن يعيد الاعتبار للقضية الوطنية، وأن يعيدها إلى مقدمة اهتمامات المجتمع الدولي ومؤسساته، وأن يعدل السياق السياسي العام الذي تعالج من خلاله. لذلك لم تكن صدفة، أن يعترف المفاوض الفلسطيني، تحت الرعاية الأميركية المنفردة، أن طريقه التفاوضية وصلت إلى الحائط المسدود. لقد أرغمته المقاومة، وصمود المقاومة، وخاصة صمود الشعب الفلسطيني في القطاع، والهبة الجماهيرية في الضفة والقدس، والنهوض الكبير للحالة الفلسطينية في الشتات وداخل الـ48... على الاعتراف بفشل خياره التفاوضي، وضرورة البحث عن خيار بديل.
كذلك كان من شأن الحرب على غزة أن تعيد صياغة العلاقات الوطنية الداخلية، لذلك رأت حماس، من خلال كونها مقاومة، أن «الحصة» التي نالتها في حكومة التوافق الوطني لم تعد تتناسب ودورها في القتال، وأن الأمر بات يتطلب إطاراً بديلاً تكون فيه حماس شريكاً مساوياً لفتح في المؤسسة الرسمية، داخل م.ت.ف. من هنا برزت الخلافات حول كيفية إدارة شأن القطاع، ومن هنا تتهم فتح حماس بأنها لم تحل حكومتها بعد، وأنها ما زالت، من تحت الطاولة تدير القطاع، بإسم حكومة هنية التي يفترض أنها قد ذهبت، وغادرت الساحة، وأنها في السياق نفسه تعطل على حكومة الحمد الله تولي مهماتها في قطاع غزة.
واضح أننا أمام خلافات تكرر نفسها وإنما بصيغ مختلفة، يدور فيها الصراع حول المكاسب الفئوية وحول المصالح المحددة، ولم تتطرق حتى الآن إلى عمق القضية الوطنية بهمومها السياسية الكبرى (كيفية الخلاص من الاحتلال والاستيطان) وهمومها الاجتماعية الملحة (كيفية إعادة بناء ما دمره الاحتلال والعدوان في قطاع غزة وحل كافة القضية التي خلفها وراءه). فالقضية الأبرز المطروحة هي قضية 46 ألف موظف ورثتهم حكومة الحمد الله من حكومة هنية. وإلى جانب صعوبة توفير مرتبات هذا العدد الكبير من الموظفين (ومنهم عشرون ألفاً من العسكريين والأمنيين) فإن الحمد الله لا يخفي تردده في دفع مرتبات هؤلاء الموظفين، حيث يكشف أن حكومته تلقت «نصائح» من الجهات المانحة، بعدم دفع هذه المرتبات وإلا تعرضت مسارات تمويل السلطة الفلسطينية إلى اهتزازات، وتعرضت للاتهام بأنها تدع مرتبات أفراد على صلة بالإرهاب. هذه قضية تخص حماس، لكنها تخص الحالة الفلسطينية وإلا تعرض قطاع غزة كله لخضة اقتصادية ومالية كتلك التي تعرض لها حين أغلقت حماس المصارف في القطاع، ومنعت الموظفين من قبض رواتبهم، وعطلت الأعمال المالية في القطاع احتجاجاً على عدم دفع مرتبات «موظفيهم».
ونحن أمام قضية إعادة الاعمار، وقد بدأت الأصوات ترتفع بوضوح تطالب بالمقايضة بين إعادة الاعمار، وتسليم سلاح المقاومة في القطاع، خاصة السلاح الصاروخي والمدفعي الذي أثبت فعاليته العالية في الدفاع عن قطاع غزة مؤخراً. وإن كنا لسنا على الاطلاع على كواليس التحضير لمؤتمر إعادة اعمار القطاع ولجمع حوالي 8 مليار دولار، فإننا لا نستبعد أن تكون بعض الدول المانحة (خاصة الأوروبية) ومعها الولايات المتحدة بصدد وضع تمويل الاعمار مقابل سلاح المقاومة، وقد سمعنا في هذا السياق كلاماً كثيراً من العديد من الأطراف يصب في هذا الاتجاه. التقى هذا الحديث مع حديث في رام الله حول «توحيد البندقية»، والتأكيد على أن بندقية واحدة هي التي ستحكم القطاع، هي «بندقية الشرعية». ما يعني بحث مصير سلاح المقاومة، ومدى إمكانية التعايش بين هذا السلاح وسلاح السلطة، خاصة في ظل التجربة الفاشلة التي انتهت بالحل الدموي المأساوي في انقلاب 14/6/ 2007) والذي ما زلنا، حتى الآن، نعيش تداعياته. في هذا السياق لا يغيب عن بالنا الدور الإسرائيلي، وقدرته على التحكم بعملية الاعمار، من خلال التحكم بالمعابر، التي من خلالها سوف تصل مواد الاعمار. والدراسات تقول أن بقاء الوتيرة الحالية لإدخال مواد الاعمار، عبر معبر كرم أبو سالم، على حالها، تعني أن خطة اعمار القطاع، تحتاج إلى عشرين سنة كاملة. وأن الحل هو في مضاعفة عدد الشاحنات لنقل مواد الاعمار مرات، [هذا في حال توفرت الأموال اللازمة وانعقد مؤتمر إعادة الاعمار، دون المساس بسلاح المقاومة].
إلى جانب هاتين القضيتين وما تجرهما من قضايا يومية شديدة التعقيد، هناك المسألة المتعلقة بالخيار البديل لمفاوضات كيري، الواجب اعتماده في المرحلة القادمة على ضوء تجربة المفاوضات السابقة، والتطورات الدولية والإقليمية. وهي قضية لا تخص القيادة السياسية وحدها، ولا تخص تنظيماً دون غيره، بل لا تخص التنظيمات وحدها، بل تخص الحالة الفلسطينية بكل فئاتها وشرائحها واتجاهاتها السياسية، الحزبية وغير الحزبية.
الملاحظ في سياق هذا كله، ارتياح الطرفين، حماس وفتح، إلى «الحوار» الساخن عبر وسائل الإعلام، والعودة إلى التراشق الإعلامي، مما أساء كثيراً إلى الحالة المعنوية للصامدين في قطاع غزة، وعكس نفسه سلباً على حالة النهوض الوطني في الضفة والقدس، وباقي مناطق تواجد الشعب الفلسطيني (الـ48 والشتات). علما أن القضايا مثار البحث أكبر بكثير من الطرفين معاً.
لقد قلنا سابقاً أن الضفة ليست لفتح، وأن غزة ليست لحماس. ونضيف اليوم أن حماس ليست وحدها المقاومة. وأن هذا النمط من الحوار والتراشق الإعلامي لا يخدم القضية الوطنية، خاصة وأن الطرفين ليسا وحدهما المعنيان بحل القضايا الكبرى، [ما عدا العلاقات الثنائية فهي ملك لهما إذا ما شاءا ذلك]. من هنا كانت الدعوة باكراً إلى ضرورة عقد اجتماع للهيئة الوطنية العليا، التي تضم رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية، والأمناء العامين، ورئيس المجلس الوطني وشخصيات وطنية مستقلة ونعتقد أن جدول أعمال هذه الهيئة حافل بالقضايا المصيرية. وأخشى ما نخشاه أن يكون البعض في رام الله لا يرغب في عقد هذا الاجتماع، بذريعة أنه لا يريد أن يكبل القيادة السياسية بقرارات الهيئة الوطنية. وأخشى ما نخشاه بالمقابل، أن يكون البعض في الدوحة، لا يرغب في عقد هذا الاجتماع، حتى لا يستفرد بالشراكة السياسية بينه وبين فتح. علماً أن القضايا المثارة أكبر من فتح وأكبر من حماس، هي قضايا الشعب الفلسطيني، بكل فئاته، وهي قضايا مقاومته الباسلة، وصموده الأسطوري، ونهوضه السياسي المشرف. وبالتالي أما آن الأوان للعودة إلى صيغة الشراكة الوطنية، وصيغة الشراكة في تحمل المسؤولية، خاصة وقد أثبتت «الثنائية» فشلها الذريع، بدءاً من المجلس التشريعي الفاشل عام 2006، وصولا إلى حكومة هنية الأولى والثانية، مروراً بانقلاب 2007، انتهاء بحكومة «التوافق الثنائي».
0 التعليقات :
إرسال تعليق