اخر المواضيع

yllix

bidvertiser

ad

احـــــــــــلامنا

محمد سيف الدولة



هل نتصالح مع الأرض والتاريخ والثوابت
بقلم : محمد سيف الدولة    
·       وعد بلفور مشروع
·       صك الانتداب البريطانى على فلسطين مشروع
·       قرار التقسيم مشروع
·       الصهيونية حركة غير عنصرية، غير توسعية، غير استيطانية وغير مرتبطة بالامبريالية العالمية
·       اليهودية قومية ذات وجود مستقل واليهود شعبا واحدا له شخصيته المستقلة
·       الرابطة التاريخية والروحية بين اليهود وفلسطين حقيقة تاريخية
·       قيام اسرائيل مشروع ومتفق مع مبادئ ميثاق الامم المتحدة
·       اسرائيل دولة لا تهدم السلام فى الشرق الاوسط
·       الشعب الفلسطينى يرفض تحرير فلسطين تحريرا كاملا
·       الشعب الفلسطينى يقبل المشاريع الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية
·       لا يوجد تناقض رئيسى بين الشعب الفلسطينى وبين الصهيونية والاستعمار
***
لم يكن ما سبق هو اعلان مبادئ أحد الأحزاب (الاسرائيلية)،  وانما هو لمن لا يعلم، مبادئ أساسية ضمنية وردت بالمخالفة فى الميثاق الوطنى الفلسطينى الجديد بموجب التعديل الذى تم  فى 14 ديسمبر 1998 تحت الرعاية الشخصية للرئيس كلينتون وفى حضوره، فى الاجتماع الذى عقده فى غزة، مع اعضاء المجلس الوطنى الفلسطينى، والذى صادق فيه المجلس على إلغاء 12 مادة وتعديل 16 مادة اخرى من الميثاق الاصلى، كأحد استحقاقات اتفاقيات أوسلو ومفاوضاتها، والتى لم تسفر عن شئ حتى تاريخه.
***
وفيما يلى نص المواد التى تم إلغاؤها :
المادة 6    اليهود الذين كانوا يقيمون إقامة عادية في فلسطين حتى بدء الغزو الصهيوني لها يعتبرون فلسطينيين
***
المادة 7   الانتماء الفلسطيني والارتباط المادي والروحي والتاريخى بفلسطين حقيقتان ثابتتان، وأن تنشئة الفرد الفلسطيني تنشئة عربية ثورية واتخاذ كل وسائل التوعية والتثقيف لتعريف الفلسطيني بوطنه تعريفا روحيا وماديا عميقا وتأهيله للنضال والكفاح المسلح والتضحية بماله وحياته لاسترداد وطنه حتى التحرير واجب قومي .
***
 المادة 8   المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هي مرحلة الكفاح الوطني لتحرير فلسطين ولذلك فإن التناقضات بين القوى الوطنية الفلسطينية هي من نوع التناقضات الثانوية التي يجب أن تتوقف لصالح التناقض الأساسي في ما بين الصهيونية والاستعمار من جهة والشعب العربي الفلسطيني من جهة ثانية، وعلى هذا الأساس فإن الجماهير الفلسطينية سواء من كان منها في أرض الوطن أو في المهاجر تشكل منظمات وأفرادا جبهة وطنية واحدة تعمل لاسترداد فلسطين وتحريرها بالكفاح المسلح .
***
 المادة 9   الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وهو بذلك استراتيجيا وليس تكتيكا. ويؤكد الشعب الفلسطيني تصميمه المطلق وعزمه الثابت على متابعة الكفاح المسلح والسير قدما نحو الثورة الشعبية المسلحة لتحرير وطنه والعودة إليه وعن حقه في الحياة الطبيعية فيه وممارسة حق تقرير مصيره فيه والسيادة عليه .
***
 المادة 19   تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947 وقيام إسرائيل باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن لمغايرته لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في وطنه ومناقصته للمبادئ التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمها حق تقرير المصير .
***
 المادة 20    يعتبر باطلا كل من وعد بلفور وصك الانتداب وما ترتب عليهما وأن دعوى الترابط التاريخية والروحية بين اليهود وفلسطين لا تتفق مع حقائق التاريخ ولا مع مقومات الدولة في مفهومها الصحيح . وأن اليهودية بوصفها دينا سماويا ليست قومية ذات وجود مستقل وكذلك فإن اليهود ليسوا شعبا واحدا له شخصيته المستقلة وإنما هم مواطنون في الدول التي ينتمون إليها .
***
المادة 21   الشعب العربي الفلسطيني معبرا عن ذاته بالثورة الفلسطينية المسلحة ، يرفض كل الحلول البديلة من تحرير فلسطين تحريرا كاملا ويرفض كل المشاريع الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تدويلها .
***
المادة 22   الصهيونية حركة سياسية مرتبطة ارتباطا عضويا بالإمبريالية العالمية وهي حركة عنصرية تعصبية في تكوينها توسعية استيطانية في أهدافها فاشية نازية في وسائلها،وأن إسرائيل هي أداة الحركة الصهيونية وقاعدة بشرية جغرافية للإمبريالية العالمية ونقطة ارتكاز ووثب لها في قلب الوطن العربي لضرب أماني الأمة العربية في التحرر والوحدة والتقدم. إن إسرائيل مصدر دائم لتهديد السلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع، ولما كان تحرير فلسطين يقضي على الوجود الصهيوني والإمبريالي فيها ويؤدي إلى استتباب السلام في الشرق الأوسط، لذلك فإن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى نصرة جميع أحرار العلام وقوى الخير والتقدم والسلام فيه ويناشدهم جميعا على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم تقديم كل عون وتأييد له في نضاله العادل المشروع لتحرير وطنه.
***
 المادة 23   دواعي الأمن والسلم ومقتضيات الحق والعدل تتطلب من الدول جميعها حفزا لعلاقات الصادقة بين الشعوب واستبقاء لولاء المواطنين لأوطانهم أن تعتبر الصهيونية حركة غير مشروعة وتحرم وجودها ونشاطها.
***
 المادة 30   المقاتلون وحملة السلاح في معركة التحرر هم نواة الجيش الشعبي الذي سيكون الدرع الواقية لمكتسبات الشعب العربي الفلسطيني .
***
كانت تلك هى المواد التى تم الغاؤها من الميثاق الوطنى الفلسطينى الأصلى، أردت أن أذكر بها حتى ندرك جميعا أن منذ قدمنا مثل هذه التنازلات، لم يعد هناك فرقا كبيرا بين ان تكون المفاوضات مباشرة او غير مباشرة، ان تتقدم او تتعثر، ان تدور فى حلقة مفرغة او تصل الى الحل النهائى .
فلقد تنازلنا للعدو عن كل شئ منذ زمن بعيد .
فهل نتطهر و نصحح ونتصالح مع أرضنا وتاريخنا، ونعود الى ثوابتنا فى ظل أجواء الوحدة والمصالحة الفلسطينية الجارية الآن ؟
الله أعلم
تابع القراءة ..







محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com


مشاهد متنوعة من دفتر الأحوال :
·       تصريح البنتاجون بأن ((سبب الإفراج عن الطائرات الأباتشى لمصر، هو أنها ستساعد الحكومة المصرية فى التصدى للمتطرفين الذين يهددون الأمن الأمريكى والمصرى والإسرائيلى)) هو تصريح مضلل، وكاشف، وصادم، ومخرس :
-      مضلل لأن أخطر ما يهددنا هو القيود التى فرضتوها على قواتنا وسلاحنا فى سيناء بموجب اتفاقيات كامب ديفيد، ولولاها لما احتجنا لكم ولا لأسلحتكم أو طائراتكم، ومضلل لأن اخطر ما تعرضنا ونتعرض له من اعتداءات وتهديدات، كنتم أنتم مصدرها. فالوصف الصحيح لعلاقاتنا معكم هو التناقض والصراع وليس التعاون والأمن المشترك .
-      وكاشف لعمق وحميمية العلاقات المصرية الامريكية الاسرائيلية، ولحقيقة الوجود العسكرى الامريكى فى سيناء تحت غطاء القوات متعددة الجنسية،
-      وصادم لكل وطنى، و لكل من صدق أن 3 يوليو هى حركة ضد الأمريكان،
-      ومُخرِس لكل حملات تزييف الوعى والطنطنة فى الفترة السابقة عن الوطنية والاستقلال والأمن القومى.
***
·       صرح السيسى لوفد أمريكى بما يلى :
1)   الجيش المصرى يشعر بالامتنان لأكثر من 73 مليار دولار حصلت عليها مصر بين 1948 و2012 ،
2)   لن نكون جاحدين ولن ننقلب عليكم،
3)   الدعم السياسى والاقتصادى الامريكى يعد امرا حاسما لتحقيق الانتعاش الاقتصادى والسياسى فى مصر،
4)   رفض الناتو نشر قوات لتحقيق الاستقرار فى ليبيا بعد مصرع القذافى، خلق فراغا سياسيا وترك البلاد تحت رحمة المتطرفين،
وهو تصريح غير لائق وغير مقبول حتى من باب المجاملات الدبلوماسية، بالإضافة الى انه يكشف الهوة الشاسعة بين المرجعية الوطنية الحقيقية وبين مرجعية نظام مبارك التى تربى وترعرع فيه عبد الفتاح السيسى، كما أنه لا يمت بالكرامة بصلة فى بلد قامت فيها ثورة من أجل الكرامة:
1)   ففى الوعى الوطنى أن أمريكا ارتكبت سلسلة من الجرائم فى حقنا فى ذات الفترة التى ذكرها السيسى 1948ـ 2012؛ بدءا بتقسيم فلسطين 1947 والاعتراف بإسرائيل 1948 وحمايتها ودعمها على امتداد أكثر من 60 عاما، ومساندتها ضدنا فى حربى 1967 و 1973، هذا بالإضافة الى  إكراهنا على توقيع معاهدة ظالمة لمصر بعد أن رفضت إصدار قرار من مجلس الأمن يقضى بانسحاب القوات المحتلة، ولحرصها الدائم على الحفاظ على التفوق العسكرى لاسرائيل، ولإغراق مصر فى التبعية، ولحمايتها لمبارك ونظامه، ولاحتلالها العراق وافغانستان، ولعملها الدؤوب على مزيد من التفتيت والتقسيم لعالمنا العربى، والقائمة تطــــــــــــــــول.
2)   كما أن الشعب المصرى سيبذل كل ما وسعه باذن الله، من أجل  التحرر منهم والانقلاب عليهم، بالمخالفة التامة لوعد السيسى لهم.
3)   كما أن معوناتهم العسكرية والاقتصادية، خرَبت مصر وأضعفتها وإخترقتها، ونحلم باليوم الذى نتحرر منها.
4)   ناهيك على أن أسوأ ما حدث فى الثورة الليبية هو تدخل الناتو، وكل من يستدعى أو يستقوى بالقوات الأجنبية فى ليبيا أو أى بلد عربى، هو خارج عن الصف الوطنى.
***
·       بتحصين عدلى منصور لتعاقدات الدولة السابقة واللاحقة ضد الطعن، نكون بصدد بداية سداد الفواتير لشبكة مصالح الثورة المضادة، وإعادة إنتاج لأسوأ ما فى نظام مبارك، وبداية عصر جديد للامتيازات الغربية والخليجية، وتجريد المصريين من الحق فى الدفاع عن ثرواتهم، وتقليص دور مجلس الدولة وانتزاع صلاحياته فى الدفاع عن المال العام، وفتح الأبواب لنهب مصر بالقانون، وكشف حقيقة  الانحيازات الاقتصادية و الاجتماعية والطبقية لخريطة الطريق.
***
·       أخيرا بعد ثلاث سنوات من الثورة، وجد صندوق النقد الدولى ونادى باريس، من ينفذ تعليماته برفع الدعم، بعد أن أصدرت حكومة محلب قرارا برفع أسعار الغاز والبنزين فى الطريق، وهى أيضا من فواتير خريطة الطريق "المجيدة".
***
·       كلما أتذكر تحرير سيناء، أجد سعاداتى مجروحة، ليس فقط بسبب القيود المفروضة على السيادة المصرية هناك بموجب اتفاقيات كامب ديفيد،
ولكن أيضا بسبب انحيازنا لاسرائيل ضد فلسطين؛ فبينما نحتفل ونفخر برفضنا التفريط فى طابا التى لا تتعدى مساحتها كيلومتر مربع واحد، فاننا قمنا بالاعتراف باسرائيل وبحقها فى ارض فلسطين التاريخية، بل وشاركنا فى الضغوط على الفلسطينيين للتخلى عن 78% من وطنهم للصهاينة بموجب اتفاقيات السلام الفلسطينية الاسرائيلية، التى تتبناها وتروج لها مصر الرسمية، وتدعم الملتزمين بها، وتحاصر وتشيطن من يرفضها.
ناهيك عن السماح للإسرائيليين بدخول سيناء من معبر طابا والمكوث على شواطئها لمدة 15 يوم بدون تأشيرة، بينما يعانى الفلسطينيون على معبر رفح من كل أنواع القيود .
***
·       كفى حديثا عن العدالة الانتقالية، فبعد أحكام الإعدام بالجملة والسجن بعشرات السنين، فإننا نعيش أزهى عصور #الظلم_الانتقالى.
***
·       أرسل الدكتور صلاح سلطان من محبسه، رسالة استغاثة لإنقاذ ابنه محمد من الموت فى السجن، الذى تم القبض عليه من سرير المرض بعد عملية جراحية لذراعه الذى تهشمت عظامه بالرصاص فى 14 اغسطس فى رابعة. و قام بالاضراب عن الطعام منذ 26 يناير 2014 وفقد 45 كيلو من وزنه، اعتراضا على تجديد حبسه المستمر منذ 7 أشهر بدون أى أدلة أو احراز، ناهيك عما تعرض له من الضرب والاهانة والتعذيب.
فهل من مغيث ؟
***
·       تم تجميد برنامج باسم يوسف حتى 30 مايو، حتى لا يؤثر على الرأى العام قبل الانتخابات الرئاسية !
أما الانحياز الفج والمبتذل ليل نهار للسيسى من كافة القنوات و البرامج الرسمية والخاصة، فانه لا يؤثر على الرأى العام ! (كفى استخفافا بالعقول)
تابع القراءة ..




ميادة اشرف فى عيد ميلادها




كتبت : وفاء عبد اللطيف

اليوم الجمعة 18 ابريل عيد ميلاد صديقتى ميادة أشرف شهيدة الصحافة، 

ﻻ أعرف بآى كلمات أنعيك ومازال دمك مهدر ولم يقتص لك من قاتلك، كلهم سيكتبون لك على فيس بوك للتهنئة بالعام الجديد لكنى على غير عادتك للمرة الأولى لن تردى، عسي أن يحتفل بك اليوم في السماء بأن اليوم ميلاد الشهيدة .

المواقف بيننا لا يحصيها قلم فضحكت ميادة لا تنسي بسهولة، قبل ما يقرب من ثلاث شهور كانت المعرفه الأولى بيننا حيث كلفنا بتغطية مؤتمر عمالى سويا واستوقفتنا بائعة الورود على كوبري قصر النيل وأقسمت علي أن أشترى منها وردة فأخذتها وأعطيتها لك وكنت كلما رأيتك سألتك هل زبلت وردتى يا ميادة " أنا دافع فيها 5جنية " لتجاوبنى بضحكاتها العالية "مكنتش وردة دى يا اخويا " واليوم أسائلك هل تتذكرين وردتى يا ميادة أم أن الام الرصاص وكثرة النزيف الغادر أنساك وردتى، 

رحمة الله عليك يا صديقتى....صديقك المخلص احمد الشناوى 


تابع القراءة ..


الكاتب سليم عزوز





لا يريد الكاتب محمد حسنين هيكل أن ينصرف.. وقد سبق له أن طلب إذناً في الانصراف فقلنا له: إذنك معك. لكنه ظل حريصاً على البقاء، والحرص يميز أي كائن حي عن الكائنات الأخرى. وقد وجد فرصته في الثورة المضادة، لينهي حياته كما بدأها في ‘ركب السلطة’، فعض على هذه الفرصة بالنواجذ.
مساء الخميس كان هيكل مع لميس الحديدي، التي تمارس ما لم يكن هيكل يقبله من أحد، وهو الذي يختار من يحاوره، فتقاطعه بوصلات ثرثرة، لكنه يصمت في إعجاب بليغ. ومن قبل استنكر البعض أن تكون نهاية هيكل على يد لميس، وأن يكون آخر عمل له في الدنيا هو مقابلاته معها، لكن عندما علمت ما يدفع له في الحلقة الواحدة، وقفت على أنه معذور في صمته، ولا أحد يمكنه أن يلومها على ثرثرتها، فالمدفوع يمكن أن يطلق فضائية جديدة، بأسعار 2014.
كلما تعثر عبد الفتاح السيسي، ظهر هيكل مع لميس، وعلى قاعدة: ‘من يحب النبي يزق’. وهي رسالة النجدة التي تطلق إذا تعطلت سيارة لأسباب ميكانيكية، فهي هنا تكون بحاجة تحتاج ‘زقة’، ليهتف الهاتف بعد ذلك ‘إرمي’ ويكون الرمي بأخذ غيار، والضغط على البنزين. لكن الذي لا يعلمه هيكل، أن السيسي يحتاج إلى ‘ونش’ يسحب السيارة المعطلة، حتى لا تعطل حركة السير، لأنها لا يمكن أن تعمل بمجرد ‘الزقة’.
هيكل عراب الانقلاب، وهو في كل إطلالة مع لميس منذ وقوعه يترك دليل إدانة قاصداً، فهو وعلى الرغم من أنه الكاتب الأشهر عالمياً، إلا أنه في علاقته بالسلطة يظل دائماً في حكم ‘المحرر تحت التمرين’، الذي يرى أن شرعيته المهنية تتأسس بعلاقاته بعلية القوم، وبالسلطة تحديداً. فهيكل حريص على وجود علاقة تربطه بأهل الحكم، وحريص كذلك على أن يعلم العامة بهذه العلاقة. وهو يريد أن يكون ‘في الصورة’ منذ عهد الرئيس السادات، ومن أجل هذا كان مع السادات ضد أركان دولة عبد الناصر، وعندما وقع الخلاف التاريخي بين السادات وبينهم قال هيكل فيهم ما قال مالك في الخمر، وكيف أنهم كانوا يسيرون الحكم في عهد عبد الناصر بجلسات تحضير الأرواح.
ولهيكل محاولات مع مبارك، باءت بالفشل، لأن هيكل استعراضي، يحب أن يظهر بصورة الذي يعلم ما لا يعلمه غيره، وهي صيغة يمكن أن تصلح في محافل أخرى، لكنها لا تصلح في حضرة الحكام، لا سيما إذا كان الحاكم هو مبارك، الذي ‘كان لا يدري ويدري أنه لا يدري’. وتعامل مع حفلات هيكل الاستعراضية، على أنها لإظهار أنه ليس من أهل الدراية.
في عهد مرسي
وكانت لهيكل محاولات للقيام بالدور نفسه مع الدكتور محمد مرسي، فعندما دعاه للقاء بقصر الاتحادية، الذي كان محاصراً قبل أيام من الدعوة واللقاء، هرول إليه وعاد من هناك مبتهجاً. وفي حلقة له مع لميس كشف عن هذا الابتهاج بعد جلسة استمرت ثلاث ساعات. لكن كانت لدى مرسي مشكلة في التواصل، وكان طاقم مستشاريه ليس بالكفاءة المطلوبة ليغطي النقص في هذه المساحة.
ومؤكد أن هيكل انتظر اتصالاً يخبره فيه الرئيس انه استمع له مع لميس، وأنه أعجب بتحليلاته، ويتجدد اللقاء، وربما يكون في المرة القادمة في قصر برقاش الشهير المملوك للأستاذ، وهناك يمارس عادة الاستعراض. ويبدأ بذكر اسماء الزعماء الذين زاروه هنا، وكيف أن الرئيس الفرنسي وقف تحت شجرة الصفصاف هنا ثم أخذ نفساً عميقاً، وقال لي: تعرف مسيو محمد (الله يرحمه لم يكن يخاطبني سوى بمسيو) لو وجدت عندنا شجرة صفصاف كهذه لغزونا ألمانيا.
وبعد هذا ينظر هيكل في عين الرئيس ليقيس درجة الانبهار، من رجل عاش حياته في شقة، ولم يخبر عيشة القصور كما الأستاذ، ولم يقف على كيف أن الزعماء العالميين توصلوا إلى أسباب وقوع ثقب الأوزون بعد نظرة على شجرة ‘اللبلاب’ في مزرعته، والتي هي من نوع نادر لا وجود له في العالم، وهي شجرة أنتجتها لحظة تعانق الشمس مع الأرض عند مضيق باب المندب، وقبل مرحلة العناق كانت الشمس قد أرادت المرور من المضيق لكن لم يتسع لها، وطلبت الشمس توسعته لكن الأرض اعترضت، وقد ذهب هو إلى هناك وغطى المعركة التي نشبت بينهما ونشرها في جريدة ‘الأهرام’. يومها شاهد الشمس تنزف من أنفها بعد أن وجهت لها الأرض لكمة على قفاها، ثم حدثت المعاشرة التي أنتجت شجرة ‘اللبلاب’، لتأكيد المثل المصري المعروف: ‘لا محبة إلا من بعد عداوة’!.
أكاد أجزم أن أحداً لم يشاهد الحلقة من الطاقم المحيط بالرئيس، وهي التي أشاد فيها هيكل بالرئيس مرسي وحيا قدرته على الإنصات لمدة ثلاثة ساعات. وأنا من المؤمنين بأن هذا التجاهل بعد الإشادة هو أمر لا يتفق واللياقة، لا سيما وأن أبا سفيان يحب الفخر، ولم يضر أن يقال ‘.. ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن’.
وقد اختلفت النغمة في الحلقات التالية على قناة ‘سي بي سي’، وكان الاستعداد قد بدأ للانقلاب وقيل إن الأستاذ كان وسيطاً بين السيسي وقيادات في جبهة الإنقاذ مثل الدكتور محمد البرادعي، ليصبح عراباً لهذا الانقلاب، ويتحدث عن علاقاته عن السيسي، وفي حلقات سابقة تكلم وفي الحلقة التي أذيعت أول أمس أضاف إليها جديداً مدهشاً.
التعرف على السيسي
فهيكل بكل قدره، عندما دعي للقاء في وزارة الدفاع إبان حكم المجلس العسكري، تصرف على طريقة ‘الجندي مجند’ إذا استدعي، وما رواه هنا كاشف عن طبيعة شخصيته، التواقة لأن تكون في كنف سلطة تحكم، فلم يسأل ولم يعرف مع من سيلتقي. فعندما وجد نفسه مع عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية سأله هل يعرف المشير محمد حسين طنطاوي بهذا اللقاء؟! فكانت الإجابة بالإيجاب. فهو يفهم في أصول العمل الوظيفي، ولا يريد أن يخترق منظومة القيم باعتباره موظفاً كبيراً سابقاً في الدولة، فضلاً عن أنه لا يريد أن يضع نفسه في مغامرة أن يكون جزءا من لعبة تتم من وراء ظهر من يقوم بدور الرئيس!
يجد هيكل سعادة غامرة في كل مرة يقول فيها إنه يعرف عبد الفتاح السيسي، وأنه يقف وراء الانقلاب، دون أن يصرح، إنما يترك من يشاهده يقف على هذا بنفسه، دون أن يدفع هو ثمن المجاهرة بالمعصية، وليبدو في إنكاره متواضعا!
عندما استمعت إلى خطاب السيسي تلفزيونياً وهو يتحدث عن الشعب، الذي لم يجد من يحنو عليه.. قلت هذا هيكل، وكنت مع عدد من الزملاء على مقهى بوسط القاهرة، وأعلنت هذا. وبعد وقوع الانقلاب لف هيكل ودار وأوحى بأنه كاتب الخطاب دون أن يقول، فقد قال إن السيسي اتصل به هاتفياً ليتلوا عليه الخطاب قبل أن يلقيه، وقرأه عليه، فإذا بهيكل يقول في دهشة: خطاب جميل جداً من الذي كتبه؟ فيرد: السيسي أنا من كتبته! هيكل يبيع الماء في ‘حارة السقايين’.
وفي المقابلة الأخيرة مع لميس الحديدي، حرص هيكل على أن يبدو أنه لا يزال إلى الآن بجانب السيسي باعتباره المرشح الروحي له. فالسيسي قال من قبل إنه لن يقوم بحملة انتخابية تقليدية.. كأن سيادته اكتشف ‘اختراع الانتخابات’، فالانتخابات في كل أنحاء العالم تعرف اللقاءات المباشرة، والمؤتمرات الجماهيرية، لكن كلنا نعلم أن السيسي ليس بمقدوره أن يمارس عملاً انتخابياً كهذا وهو بينه وبين كثير من الناس ثأر، فقتل منهم فريقاً واعتقل فريقاً وأصاب فريقاً آخراً.
وفي مواجهة هذا التحدي كان حديثه عن أنه سيقوم بحملة غير تقليدية. ربما سيلتقي بالجماهير في المنام، وهو صاحب المنامات المباركة! وجاء هيكل في حديثه مع لميس ليقول إن السيسي ليس بحاجة إلى حملة انتخابية!
فهيكل يقوم مع السيسي وأنصاره بدور قسم ‘الدسك’ الذي أسسه عندما كان رئيساً لمؤسسة ‘الأهرام’ وأفسد به الصحافة، لا سيما بعد شيوعه بعد ذلك، وهو الذي يقوم بإعادة الصياغة لما يكتب، وتوسع فيه بشكل كبير حتى صار يمثل الأساس الذي يغطي على عجز وانعدام كفاءة البعض، والأصل في العمل الصحافي إما ان يكون الصحافي يجيد الكتابة، وإما أنه لا يصلح لهذا العمل، لكن هيكل جعله يصلح!
أرض جو
- كان أحمد قناوي المحامي المنتدب لمحمد مرسي ضيفاً مستديماً على قناة ‘العربية’ لكن منذ أن قال في مدخلة لا يوجد دليل على ادانة مرسي بالتخابر في أوراق القضية. قطعوا الخط والى الأبد.
- ‘الحلزونة’ هي اسم الأتوبيس قديماً، لكن الحلزونة كانت تمشي كما السلحفاة، ومع ذلك فصوتها مزعج للغاية، ويخرج الدخان منها، من كل مكان. ‘المذيعة الحلزونة’ تستنكر صفة الإعلامية على آيات عرابي.. وتقول إن آيات هي من روجت للهاشتاج إياه، وأنها لم تشاهد آيات مذيعة. في زمن صارت فيه الموصوفة مذيعة يصبح من الطبيعي ان لا تفعل آيات عرابي.
- قناة تلفزيونية أعلنت عن القنبلة الثالثة امام جامعة القاهرة قبل انفجارها. ليذكرنا هذا بإعلان لميس الحديدي عن حرق المجمع العلمي بشارع القصر العيني في واحدة من تجليات الثورة قبل إحراقه.. عندما نقف على المصدر سنقف على الجاني.

تابع القراءة ..


سليم عزوز





فى  لحظة عاطفية، ظننت أن "الحداية يمكن أن تلقي كتاكيت"، وتصورت أن الفريق أحمد شفيق، بعد أن بلغ من العمر أرذله، يمكن أن يصبح بطلاً، كما اعتقدت أن الفريق سامي عنان سينتصر لنفسه من الذين اغتالوا سمعته، وعملوا على اغتياله حقيقة.  فإذا بي أمام سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.

ولم أتذكر إلا بعد أن "فات الميعاد" - كما تقول الست - أن العرق دساس، وأن مبارك لم يكن ليختار بجواره إلا من يخافون من الهواء العليل، والذين يستمدون قيمتهم من المواقع التي تم تمكينهم منها بقرار منه، وعندما يغادرونها فهم ليسوا أكثر من أصفار!

في التسريب الأخير بدا لي أحمد شفيق، وفي وضع لم نعهده فيه، وهو يستنكر تدخل المجلس العسكري في أمور الترشيح في الانتخابات الرئاسية ومساندة مرشح بعينه. وأكد أن الانتخابات الرئاسية، والحال كذلك، لا معنى لها، لأن نتائجها معدة سلفاً!

كان شفيق يتحدث بـ"حيث أنه" فاعتقدت للوهلة الأولى أنه يعلن موقفه مع سبق الإصرار والترصد، لكنه اعترف بعد ذلك بأنه كان يفضفض، وأن هناك من سجل فضفضته وسربها، وعليه فإذا لم يكن بمقدوره أن يتراجع عن كلامه. فقد تقرب لعبد الفتاح السيسي بالنوافل، وأعلن أنه مرشحه المختار، لتضيع فرصة على أحمد شفيق يمكن من خلالها أن يصبح قائداً يرد الجيش المصري إلى عقيدته التي بددها السيسي الذي رأى "أربعة منامات" فسرها بأنها تعني أنه سيصبح رئيساً لمصر فاختطف الجيش ليحقق به هذه المنامات.

شفيق استخدم طوال فترة حكم الرئيس محمد مرسي على أنه قميص عثمان، فخصوم الرئيس كانوا يعيدون ويزيدون في أن الفائز في هذه الانتخابات هو أحمد شفيق، وبعد الانقلاب تبين كذبهم، لأنه كان المفترض لو كان كلامهم صحيحاً أن يحكم شفيق بعد الإطاحة بمرسي، لكن نغمة أن شفيق الفائز في الانتخابات توقفت تماماً، بل أنه استمر في الإمارات التي سافر إليها خوفاً من بطش مرسي، وقال إنه سيعود بعد براءته قضائياً. فصدرت أحكام البراءة، فقال إني عائد، ومعلوماتي أن هناك من استعد لاستقباله في المطار بزفة شعبية، كما لو كان الإمام الخميني العائد من باريس مع الثورة، فقيل له: مكانك، لأن المسرح لا يحتمل إلا زعيماً واحداً، تجري صناعته هو عبد الفتاح السيسي!

وقد تزامن هذا مع إعلان الفريق سامي عنان تراجعه عن فكرة الترشح، وفي حضرة من حملوا له رسالة السيسي بالابتعاد عن المسرح وإلا فقد أعذر من أنذر. وحرص اثنان من ثلاثة على الحضور في مشهد لا تُخطئ العين دلالته، بعد أن تم التشهير بالرجل وبأهل بيته وتقديمه للرأي العام من قبل إعلام المهيب الركن عبد الفتاح المذكور بأنه عنوان الفساد في مصر. وقال عنان إنه تعرض لمحاولة اغتيال لم يحقق فيها، وقال إن معه أرقام اللوحات المعدنية لإحدى السيارات التي كانت تتبعه، فلم يُلتفت إليها، وعندما صرح بأنه سار بسيارته في الاتجاه المعاكس ليتأكد من تتبعه، فوجد هذه السيارات تتجه معه في نفس الطريق، قيل له: ادفع مخالفة السير في الطريق العكسي!

رأى عنان العين الحمراء من قبل السلطة الحاكمة، فارتبك وتراجع عن الترشح وفي مؤتمر صحفي بعد أن أعلن أنه سيخوض الانتخابات مهما كان الثمن!

الرجلان اللذان كانا في السلطة يعلمان ما تمتلكه هذه السلطة من أدوات بطش وقمع وتنكيل، فقررا أن ينحنيا للريح العاتية ليذكراني بواقعتين!

الواقعة الأولى خاصة بالفريق أحمد شفيق، ولم أتذكرها عندما كنت استمع للتسريبات وإنما تذكرتها وأنا أطالع ارتباكه المهين!

الواقعة ترجع للفترة التي كان فيها شفيق وزيراً للطيران. وفي هذه الفترة  كان هناك من يرشحه ليكون رئيساً للحكومة.. في عهد المخلوع بالطبع. وقد كتب أحد الصحفيين المقربين منه مقالاً أشاد به فيه، وقال إنه يرشحه لأن يكون بديلاً للزعيم مبارك بعد عمر طويل.

صحف الصباح في مصر، تطبع مساء، وتوزع في القاهرة الكبرى ليلاً، وفوجئ زميلنا الذي يعمل في إحدى الصحف القومية بجرس الهاتف يوقظه من نومه فجراً، وإذا بالمتحدث على الخط هو شفيق، وظن الفتى أن الفريق يريد أن يشكره ولم يحتمل لامتنانه الشديد حتى يجيء الصباح فأيقظه من "أحلى نومة".

بيد أن الصوت كان غاضباً، ولم يزد الفريق عن كلمتين: "تعال الآن إلى البيت".. ولما دخل عليه في منزله استقبله بوابل من السباب. وروى لنا الزميل الواقعة وهو في دهشة عقدت لسانه أمام هذه المفاجأة فأضحكنا حينها.

مما قيل ويصلح للنشر: أنت كالدبة التي قتلت صاحبها، هل هذا مكان للمجاملة؟.. وهل هذا موضوع يصلح للمزاح؟ ولم يكن زميلنا يمزح ولكنه كان مخلصاً في دعواته وأمانيه.

فشفيق القريب من مبارك، والصديق المقرب منه، يعلم أن الحديث عن خلافته لمبارك لا يجوز ولو على سبيل الأمنية من محب، حتى وإن كانت هذه الأماني لا يد له فيها، فهي يمكن ان تفتح عليه أبواب جهنم من سلطة قادرة وفاجرة.

الواقعة الثانية هي الخاصة برجل بحجم المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع المحبوب، لكن مبارك ولأسباب متشابكة ويطول شرحها قرر إقالته فاستدعاه لرئاسة الجمهورية.

وهناك ومبارك في انتظاره بمكتبه ظل الأمين العام للمخابرات العامة أمين نمر يقنعه بقبول العرض الرئاسي الذي يتمثل في استقالته من منصبه وتولي منصب بلا صلاحيات هو مساعد رئيس الجمهورية.

أبو غزالة رفض وأصر على الرفض، لكن نمر في النهاية هدده بالاعتقال، وعلى الرغم من أن اعتقال شخص بحجمه أمرا ليس سهلاً، إلا أنه رضخ وقبل وأدى اليمين الدستوري وخرج من دائرة الحكم!

لأن الكلام يجر بعضه بعضاً كما يقال، فإن هناك واقعة ثالثة تستحق الذكر هي الخاصة بحالة الدكتور كمال الجنزوري الذي أقاله مبارك فنسجت حوله أساطير شعبية، مثل رفضه لاختراق جمال مبارك للبروتوكول وتقدمه الركب في زيارة خارجية، وكيف أن الجنزوري أمر في شجاعة مدير المراسم بأن يعيده للخلف.. إلى غير هذه الحواديت التي لم يثب صحتها إلى الآن، وبعضها نفاها الجنزوري نفسه بعد الثورة.

في الجمعة الأولى له بعد الإطاحة به ذهب الجنزوري للصلاة في المسجد القريب من منزله، فإذا بالجماهير تحمله على الأعناق، وإذا بالرجل خوفاً من أن تصل الرسالة بشعبيته يمتنع عن الاختلاط بالناس بعدها!

وبعد إقالته مباشرة وفي احتفالات القوات المسلحة بنصر أكتوبر، قيل إنه طلب من المشير محمد حسين طنطاوي الحضور فاستأذن مبارك الذي أذن بتوجيه الدعوة له.

كنت حاضراً هذه الاحتفالات، واستمعت الى تصفيق حاد من قبل الجنود، فظننت أن مبارك قد دخل، فإذا به الجنزوري الذي تعامل على أن هذا التصفيق لا يخصه فجلس مرتبكاً، دون رد التحية ولو بالتلويح بيديه، ولما دخل مبارك حصل على تصفيق أقل حدة!

كان الرجل يعلم بحكم موقعه السابق في السلطة ما معنى أن تغضب عليك السلطة العليا. وكان معه ذراعه اليمين، وهو أحد الوزراء الذي اشتهر بتطاوله على الوزراء بمن فيهم مراكز القوى: كمال الشاذلي وصفوت الشريف ويوسف والي. وقد خرج من الوزارة وقرر أن يتمرد، فيحرص على فتح حقائبه في المطار للتفتيش بدون طلب، ويرفع صوته بأنه ليس لصاً وأن اللص في مصر معروف، في إشارة لا تخطئ العين المستهدف بها.

وكانت الرسالة هي اعتقال ابنته في قضية "نواب القروض" الشهيرة، فعلم أن العين لا تعلو على الحاجب فالتزم حدود الأدب!

سيقول قائل إن السيسي ليس هو مبارك صاحب السلطة المستقرة، لكن سيفوت القائل حتماً: أن عنان وشفيق ليسا أيضاً أبو غزالة والجنزوري.

واختيار شفيق وعنان للمواقع القيادية كان بمواصفات النصف الثاني من فترة حكم مبارك.. وهو اختيار الأكثر ولاء والأضعف فكان اختيار شفيق، وعنان، والسيسي. والأضعف قد يكون الأجرأ في استخدام أدوات السلطة في الردع من صاحب الشخصية القوية.. عن السيسي أتحدث.

لقد أهين شفيق، بتركه إلى الآن في الغربة، ومنعه من دخول مصر بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب، وأهين عنان بالتشهير به وتهديده بالتصفية الجسدية، ومع هذا خضعا بالقول عند أول نظرة. والسيسي سيكون مثلهم يوم خروجه من السلطة، وقد شاهدنا مبارك نفسه عقب خروجه من السلطة ضعيفاً مهاناً وهو الذي كان يظن أن لن يقدر عليه أحد.

نهايات بائسة تليق بأصحابها.. إنها خيولهم التي لا تصهل..خيولهم لا خيولنا
تابع القراءة ..










ماجدة المصري
اين تتجه بوصلة الحركة النسائية الفلسطينية هذا العام، لمناسبة الاحتفال بالثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، في وقت يكشف المشروع الصهيوني عن أهدافه وغاياته دون مواربة أو حرج، وقد بات مطلوب منا الاعتراف بإسرائيل بوصفها "وطنا قوميا للشعب اليهودي"، ما يعني التخلي عن روايتنا التاريخية، وشطب المطالبة بحق العودة، والإقرار بأن بقية شعبنا الصامدة على أرضها في الداخل هم مجرد طارئين على دولة ليست لهم؟ وما هو دور نساء فلسطين إزاء مشهد إقليمي معقد ودام، حيث الكل العربي والدولي منشغل به على حساب قضيتنا، وحيث تتجه مساعي الدول الاستعمارية إلى مزيد من التقسيم والتجزئة والتفتيت الإثني والطائفي، ووفق المصالح الاستراتيجية لهذه الدول، وقبلها وفق مصالح إسرائيل التي تسعى إلى تكريس هيمنتها وسيطرتها على المنطقة بوصفها الدولة المركزية فيها، 


هذا إلى جانب الهجوم الظلامي على كل مكتسبات وحقوق الإنسان العربي وفي مقدمتها حقوق المرأة ومكتسباتها، عبر حرف مسارات ثورات الربيع العربي من ثورات قامت من أجل الحرية والكرامة وإلغاء الاستبداج، إلى حركات تدمير وانتحار ذاتي تعود بشعوبنا ودولنا قرونا إلى الوراء.

 أمام هذا المشهد، ماذا نقول نحن نساء فلسطين ؟ مناضلات وقيادات تاريخية، حزبيات وأعضاء أطر نسائية ومراكز نسوية وبحثية ومؤسسات ونقابات وجمعيات خيرية، وقد خضنا واختبرتنا أشكال النضال والصراع المتعددة، وامتلكنا أوسع الخبرات في العمل الوطني والتنظيمي والإجتماعي والمؤسسي، سواء خبرات النهوض والتقدم والنجاح، 

أو خبرات الإنكفاء والتراجع والإنحسار. ولا شك أن ليس ثمة من يملك وصفة سحرية أو رؤية فريدة واستثنائية، فالوضع بتعقيداته وحجم المسؤولية فيه يحتاج لنا جميعاً، بخبراتنا الوطنية والإجتماعية، التنظيمية والمؤسساتية، القيادية والميدانية، لنعيد معاً صياغة أولوياتنا الوطنية والإجتماعية في ضوء قراءة واقعية لطبيعة وخصوصية المرحلة التي نمر بها، ومسؤوليتانا التاريخية إزاءها، لكي نتمكن معا من إعادة وضع نساء فلسطين، وليس نخبها فحسب، على سكة النضال الوطني الفلسطيني، وفي قلب الإستراتيجية النضالية الوطنية البديلة للمسارالسياسي الحالي، هذه الإستراتيجية التي تكاد تكون موضع إجماع- معلن - بين مختلف فصائل ومؤسسات العمل الوطني، ومدخلها استعادة الوحدة الوطنية، وعنصرها الرئيسي الجمع بين المقاومة الشعبية الشاملة لجميع سياسات الاحتلال بما فيها المقاطعة بكافة أشكالها وقطاعاتها، وبين مواصلة الهجوم الدبلوماسي في المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان لفضح وعزل إسرائيل كدولة إحتلال استيطاني عنصري ولإرغامها في النهاية على الإعتراف بحقوق شعبنا والإذعان لمطالبنا، تماما كما حصل في جنوب إفريقيا، هذا جنبا إلى جنب مع الضغط من أجل اعتماد سياسات إقتصادية وإجتماعية من شأنها أن تعزز من عناصر الصمود والمقاومة لشعبنا نعم، نحن نساء فلسطين، كما كنا دوماً، لنا موقع الصدارة في هذه الإسترتيجية الوطنية البديلة، سواء بالمشاركة الوطنية العامة في جميع عناصرها، أو الإشتقاقات لأشكال وصيغ عمل نضالية نسائية خاصة وملائمة لكل عنصر من عناصرها، تنخرط فيها جميع نساء فلسطين في مواقع السكن أو العمل أو القطاع الذي تنتمي إليه. كذلك في الشأن الاجتماعي، لضمان حقوق المرأة وحماية مكتسباتها باعتبارها قضية حقوق ديموقراطية بامتياز، لعلنا الآن وفي ظل الحوار المفتوح والعلني في الفضائيات وغيرها حول حقوق المرأة وموقعها في الدساتير العربية، أكثر حاجة ومن موقع المسؤولية التاريخية أيضا، لقراءة جماعية عميقة وواقعية للمجتمع، تمكننا من الخروج من حالة طرح جميع المطالب كمتفرقات دون فحص أو تركيز أو مراكمة، لصالح التوحد حول القضايا والحقوق الأساسية ذات الأولوية والتي لا تقبل التأجيل اوالتدوير او المهادنة، والتي من المفترض ان نعمل معا وبتخطيط تكاملي من أجل تمكين وتحصين المرأة والمجتمع بها للدفاع عنها وحمايتها. وفي المقابل التوحد حول القضايا التي يمكن التوافق على تاجيلها لسبب أو لآخر، فالأولويات الإجتماعية يجب فحصها في المجتمع ومع المجتمع وليس في ورش العمل والغرف المغلقة، دون أن يعني ذلك التنازل عن القضايا المبدئية الأساسية. إعادة فحص الاولويات بهدف التوحد حولها، باتت مسؤولية وطنية ونسوية، بوصلتها تصويب العلاقة مع القاعدة الإجتماعية المنظمة أو شبه المنظمة في الحركة النسائية الفلسطينية، فحص الأولويات واشكال العمل ولغة الخطاب معها، بدءاً من النساء العضوات في التنظيمات والأحزاب، إلى النساء في القاعدة التنظيمية للأطر النسائية، إلى عضوات الجمعيات العمومية في المراكز والمؤسسات والجمعيات النسائية، إلى دوائر المرأة في النقابات ... وصولاً إلى النساء في التجمعات السكانية أخيرا... وحتى لا تكون الدعوة إلى رؤية موحدة للأولويات النسوية الفلسطينية مطروحة من باب التمني فقط، فإن الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية مدعوٌ من موقعه الموحد ومسؤوليته العليا، الوطنية والإجتماعية النسوية، للمبادرة إلى احتضان حوار جدَي بين مختلف مكونات الحركة النسائية الفلسطينية بهدف الوصول إلى رؤية موحدة لاولويات دور ومهام الحركة النسائية الفلسطينية في هذه المرحلة.
 * عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
تابع القراءة ..

Receive all updates via Facebook. Just Click the Like Button Below...

Powered By 4we-eb

اعلان

إنضم إلينا

yllix

ad

'إضغط على زر أعجبني لتتخطى هده الرسالة